خراب!

​خراب!​ المؤلف سيد قطب


أقفرت شيئاً فشيئاً كاليباب
غير آثار من النبتِ الهشيم
باقيات ريثما يسفى التراب
فإذا الكون خـلاء في وجوم
كان ينمو هاهنا نورٌ صغير
فوق نبت ليّن العود هزيل
فذوى النور وما كان نضير!
إنما المُعدم يرضى بالقليل
زهرةٌ في إثر أخرى تحتضر
وهو يرنو ذاهلا للزهَرات
ملقيات حوله بين الحُفر
والرياح الهوج تدوى معوِلات
وإذا الكون حواليهِ خراب
موحش الأرجاء مفقود القطين
وهو يرنو في وجوم واكتئاب
يكتم العبرةَ فيه والأنين!
ويدوّي حوله صوت الفناء
حيث تمحى كل آثار الوجود
أين؟ - لا أين! – الأماني والرجاء
طمـسَ اليأس عليها والكنود!