خريف الحياة
خريف الحياة
بكَر الخريف فلا ورود ولا زهور
ومشى الركود فلا نسيم ولا عبير!
صمتت صوادحها فما تشدو الطيو
ر بها، وما تشدو الجدوال بالخرير!
وسرى القفار بكل مخصبـة فما
تجد الخصيب بها، وما تجد النضير!
والسحب طافية تغشّى كالستور
وتسير وانية والخطى سير الأسير
فإذا الحياة يغض رونقها الأسى
وإذا القلوب بها كليم أو كسير!
والحب! ويح الحب من هذا البكور
غامت عليه سحابة اليأس المرير
وذوت بجنتهِ أفانين المنى
وخبا بهيكل حسنهِ القبس المنير
وسها عن التقديس والتسبيح في
محرابه العباد مسحورو الدهور
ومشوا بساحته كما يمشي الخلي
من الغرام فلا حنين ولا شعور
هانت شعائره ومس ستورهُ
في جرأة، غير المقدس والطهور!
الأرض غير الأرض في دورانها
لتكاد من فرط السآمة لا تدور!
والريح غير الريح في جولانها
لتكادُ تكتم في جوانحها الزفير
والطيرُ غير الطير في ألحانها
لتكاد تنعب بالخراب وبالثبور!
والناسُ غير الناسِ في آمالهـا
ليكاد يجثو اليأس في تلك الصدور!
بكَر الخريفُ فويلهُ هذا البكور
ودنا المصير فويلهُ هذا المصير!