خطبة علي بن الحسين في الكوفة
تفاصيل الخطبة
...وجيء بعلي الحسين على بعير ضالع، والجامعة في عنقه، ويداه مغلولتان إلى عنقه، وأوداجه تخشب دماً فكان يقول3:
يا اُميّة السّوء لا سقياً لربعكُمُ
يا اُمّة لَم تراع جدّنا فينا
لَو أنّنا ورسول الله يجمعنا
يوم القيامة ما كنتم تقولونا
تسيّرونا على الأقتاب عارية
كأنّنا لم نشيّد فيكم دينا
وخرج إلى الناس وأومأ إليهم أن اسكتوا، فسكتوا وهو قائم، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال في بداية الخطبة:
أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي أبي طالب أنا ابن من انتهكت حرمته، وسلبت نعمته، وانتهب ماله، وسبي عياله أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات أنا ابن من قتل صبراً، وكفى بذلك فخراً.4 |
وتابع بهذه الکلمات:
أيها الناس، ناشدتكم الله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه من أنفسكم العهود والمواثيق والبيعة، وقاتلتموه فتبّاً لما قدمتم لأنفسكم وسوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله إذ يقول لكم: قتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي، فلستم من أمتي...
رحم الله امرأً قبل نصيحتي، وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله وفي أهل بيته، فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة.1 |
فصمتوا وهم يستمعون إلى هذا القول ثم قالوا: "نحن يا بن رسول الله، سامعون مطيعون حافظون لذمامك، غير زاهدين فيك، ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك يرحمك الله، فأنا حرب لحربك، وسلم لسلمك، نبرأ ممن ظلمك وظلمنا".
فأجابهم الإمام علي السجاد:
هيهات، هيهات، أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى أبي من قبل، كلا ورب الراقصات5، فإن الجرح لما يندمل قتل أبي بالأمس وأهل بيته، ولم ينس ثكل رسول الله وثكل أبي، وبني أبي إن وجده والله بين لهاتي، ومرارته بين حناجري وحلقي، وغصص تجري في فراش صدري |
الهامش
- ↑ 1٫0 1٫1 الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين- السيد زهير الأعرجي - الصفحة 38- شبكة الإمامين الحسنين للتراث والفكر الإسلامي- 8 مارس 2014
- ↑ مع الركب الحسينى- محمد جعفر طبسی - المجلد 5 - الصفحة 12
- ↑ مقتل الحسين عليه السلام- السيد عبد الرزاق الموسوي المقرّم- المجلد 1- الصفحة 316
- ↑ اللهوف في قتلى الطفوف- السيد بن طاووس- المجلد 1- الصفحة 116
- ↑ الراقصات: المراد بهن الإبل يقال للبعير إذا أسرع رقص وكذا إذا مشى الخبب، فيكون القسم إشارة إلى نظير ما في قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) «الغاشية/17»- المقصود من بعض كلمات الامام السجاد(ع) - خطبته مع أهل الكوفة : "ورب الراقصات"، ما معنى الراقصات ؟ موقع سماحة العلامة الأستاذ الشيخ حسين أنصاريان