خطب به قلب الحزين تفطرا

خطبٌ بهِ قلب الحزين تفطَّرا

​خطبٌ بهِ قلب الحزين تفطَّرا​ المؤلف وردة اليازجي


خطبٌ بهِ قلب الحزين تفطَّرا
وغَدَا يودُّ لو أنَّهُ لن يُفطَرا
يومٌ نَعَى الناعي بهِ بدرَ الدجى
لا بل نَعى شمساً يحجبُها الثَرَى
يا أَيُّها الناعي أَطلَت بنا الأَسَى
فارفق بقلبٍ باللهيب تسعَّرا
يا أَيُّها الشمسُ المغيبُ ضياءُها
هل من طلوعٍ يُرتَجى لكِ يا ترى
يا أَيُّها الغصنُ الذي لعبَ البلَى
يوماً بلين قَوَامهِ فتكسَّرا
ويحي على ذاكَ القَوَام وقد غَدا
في طيّ هذا الرمس محلول العُرَى
ويحي على تلكَ اللّطافة والبها
وعلى جمالٍ بالتراب تعفَّرا
تبكيكِ والدةٌ يطول نواحها
لمصابها وتودُّ أَن لاَ تَصبُرا
تُحيي الليالي بالتأَسُّف والبكا
ومدامع الأَجفان تَجري أَنهًرا
كانت تودُّ لقاكِ يوم مسرَّة
تروي غليلاً بالفؤَاد تسعَّرا
لكنما الأَيام لاَ تقضي بمَا
نَبِغي فينقلبُ السرورُ تكدَّرا
وكذا اليتيمُ الطفل يندب حظَّهُ
إِذ لم يذق طعم السُّرور ولا دَرَى
لاقتهُ نكبات الزمان بصغرهِ
كيما تعوّدهُ بأَن يتصبَّرا
أنتِ الغريبةُ في الجمَال وهكَذَا
في أَرض مصر غريبةٌ تحت الثرَى
يا أرض مصرٍ لي بأَرضكِ درَّةٌ
بخلَ الزمان بمثلها فتعذَّرا
يا قبر أكرم مَن تليق لها الكرا
مَةُ فهَي كنزٌ حقُّهُ أن يُذخَرا
واحرص على تلكَ العظامِ فإنَّها
كنزٌ يعزُّ عليَّ أن يتبَعثَرا
صبراً بني النجار بعد فراقها
فالصبرُ يحلو مرُّهُ إن كُرِّرَا
قد فارَقت دار الشقاءِ وجاوَرَت
دارَ النعيم مع الملائكِ في الذرى
تسقي مدامعنا ثراها كلَّما
روَّت مراحم ربّها ذاك الثَرَى