دالية الحكمي

  ► قصيدة في الرد على عبد الله بن علي القصيمي أوردها أحمد بن علي علوش في رسالته "الشيخ حافظ الحكمي" ص242-245 ◄  
الحمد لله لا بالخط معدودا
حصرًا ولا بمدى الأزمان محدودا
لمالك الملك موليه وملهمه
ما زال ربي على التحميد محمودا
سبحانه مِن إله لا سمى له
الكل عبد وكان الله معبودا
لقد حمى الذكر حفظا وهو أنزله
وهكذا لم يزل بالحفظ موعودا
حماه بالشُهب ترمي كل مسترق
ما رامه قط إلا عاد مطرودا
كذاك في الأرض يرميهم بأنجمها
هم الرجوم بهم ما زال مرصودا
أئمة العلم والتقوى أولئك في
بيت القصيد قصدت أعلمه مقصودا
فهم مصابيح دين الله قيّضهم
يجلو بهم ظلمات الحيرة السودا
من كل مستبصر لله منتصر
بالله مقتدر في الله محمودا
هم الجبال ثبوتا والبحار علوما
والشموس ضياءًا والسماء جودا
فلا يزال كتاب الله معتصما
حبلًا متينًا لباغي الحق ممدودا
ولم تزل سنة الهادي لطالبها
وعذب منهلها ما زال مورودا
ولا تزال رجال العلم تحرسه
ولا يزال لواء الحق معقودا
فلم يرم ملحد كيدًا لملتنا السمحاء
إلا وألفى الثغر مسدودا
وللقصيمي رجس قد سمعتُ به
ذكرًا ولم أره لا زال مفقودا
لكن تواتر وصف المشرفين عليه
من ثقات بأنْ قد ساء مقصودا
وقد حكوا عنه أقوالا شناعتها
تكفيك في كون ما ألقاه مردودا
فظيعة ضُمنت كفرا وزندقة
بل رد أن يفرد الرحمن معبودا
فقلت إن صح ما قالوه فيه فمن
إيمانه انحل ما قد كان معقودا
وصار من ربقة الإسلام منسلخا
وكان بالنصر للتوحيد معهودا
أبعد أن كان في أعداد ناصره
يعود من أخبث الأعداء معدودا
أشقوة من كتاب سابق نفذت
هذا وربك أمر ليس مردودا
وظلت أقرأ آيات العقود من الولا
وفي خلف المرتد موعودا
من أنه سوف يأتي الله جل بأنصار
يكون بهم ذا الدين محفودا
مستيقنا أن سيقضى الله موعده
أن لا يزال نصير الدين موجودا
وبينما الفكر في ذا الأمر منتظرا
إتيان شرح يجلي الغيب مشهودا
إذ اطلعت على رد عليه وفى
عندي بتحقيق ما قد كان منشودا
من لوذع جهبذ للدين منتصرا
يا حبذا نصر دين الله مقصودا
أبان فيه بأن الخب زاغ عن الحق
المبين وعنه ضل مصدودا
وفارق الدين والوحيين والسلف
الماضين بل كل شرع كان موجودا
وأنه فوق ما قد قيل فيه وما
قالوه من بعض ذاك الشر معدودا
وأنه رام أمرًا لا يحاوله
محاول قط إلا عاد محصودا
وأنه نابذ الإسلام مؤتفكا
عن كل حكم أتى في الشرع محدودا
يقول هذي هي الأغلال مانعة
لأهلها من رقي كان محمودا
ولا رقى غيرهم من مرتقى بسوى
نبذ الشريعة أن ينقاد مصفودا
وقام يدعو لنبذ الدين مجتهدا
بكل جهد له قد خاب مجهودا
وعنده الرب والمخلوق متحد
بل قد يفوه بليس الرب موجودا
بل الطبيعة ما زالت مدبرة
لكل أمر يُرى أو كان مفقودا
وأنه انتقص الرسل الكرام وأهل العلم
منقرضا منهم ، موجودا
بل لانبي ولا وحي ولا ملك
بل كيف دين ولا يرجون معبودا
وقام يثني على الإلحاد ممتدحا
أئمة الكفر فرعونا ونمرودا
معظّما لملاحيد الفلاسفة الطبائعيين
ساء الرفـــد مرفــودا
وأنكر الوعد والإيعاد بل جحد
الأخرى وكون مقام الحشر مشهودا
محرفًا لنصوص الوحي منحرفا
عنها وكان لديه الوحي مجحودا
بأخبث الرأي كي يرتاد مقعده
من الجحيم إذا ما تاب موصودا
وقد أضاف إلى تحريفها وإلى
التكذيب كذبا وهزلا ليس محدودا
وقد يراه بنصر الدين مستترا
حباله تحتها قد خد أخدودا
من أين هذا وما أملاه ينبئنا
بأنه شر أهل الأرض مولودا
ظن الخبيث بأن العارفين بأمر
الله لم يفهموا للرجس مقصودا
واضرب له مثل الغاوي فأتبعه الشيطان
واقرأه في الأعراف مسرودا
نفسي الفداء لقرم قام محتسبا
يهد أرصاده لا زال مهدودا
ونزه الدين عن أرجاس ما كتب
الغاوي المضل إلى أن صار مهدودا
ورد أغلاله السوآي بلبته
قسرًا فعاد بها المخذول مشدودا
ردًا جليلًا جليًا ما تكلف بل
من بحر علم خضم ليس مثمودا
على اختصار بإنصاف ومعرفة
مطهر ليس بالأرجاس محشودا
بل بالبيان وإرشاد السبيل على
علم وكان يرى العلم ممدودا
فالله يجزيه عنا كل صالحة
دنيا وأخرى ثوابًا ليس محدودا
وأن يثبتنا فضلًا بقدرته
بثابت القول في الداري ممدودا
والأبعد القاصي نرجو الله توبته
أن لا يموت على الإلحاد ملحودا
ثم الصلاة مع التسليم دائمة
على النبي المصطفى حيا ومفقودا
والآل والصحب والأتباع قاطبة
والحمد لله حمدًا ليس محدودا