دعاك أمير المؤمنين وإنما
دعاك أميرُ المؤمنين وإنّما
دعاك أميرُ المؤمنين وإنّما
دعا مسرعاً فيما يروم مسابقاً
فلبيته لمّا دعاك ولم نجد
عن السَّير في تلك الإجابة عائقا
وقدمت للترحال عزمتك التي
تحثّ إلى المجد الجياد السوابقا
على ثقة منه بما أنتَ أهله
وما كان إلاّ في جنابك واثقا
فكان إذا ما اعتلَّ أمرٌ بملكه
رآك طبيباً للممالك حاذقا
برأي إذا هزَّ الأسنة واخز
وعزم إذا استل الظبا كان فالقا
نظرت بنور الله في كل غامض
بعيد المدى حتى عرفت الحقائقا
وفيك مع الإقدام واليأس في الوغى
خلائق ما زالت تَسُرُّ الخلائقا
صلابة دين ترغم الشرك أنفه
وتخذل أعلاجاً له وبطارقا
يسرّ بها من كان بالله مؤمناً
ويكبت فيها ملحداً ومنافقا
ولا غرو من كان الفتوح بوجهه
إذا استتتفتح الإسلام فيه المغالقا
إذا التقع وأمسى عارضاً متركماً
وأرسلتِ الشهبُ المنايا صواعقا
تحبل نهار الحرب أسود حالكاً
وسوسن أوراق الحديد شقائقا
فكم ناطق بالكفر أصبح أخرسا
وكم أخرسٍ بالشعر أصبح ناطقاً
جزيت جزاء الخير عن أهل بلدةٍ
ببأسك تكفيها الخطوب الطوارقا
غَرَسْت من الإحسان فينا أيادياً
فأنْبَتْنَ بالذكر الجميل حدائقا
أجدتَ نظام الملك حتّى كأنَّه
من الحسن أضحى لؤلؤاً متناسقاً
وفارقتنا بالكرة منا ولم تزل
حميد السجايا مقبلاً ومفارقاً
فحقَّ لبغداد البكاء وكيف لا
وقد فارقت فخر الوزارة نامقا
وكنت بنا بَرّاً رؤوفاً ووالياً
عطوفاً وبحراً بالمكارم دافقاً
وعوّدنا منك الجميل عوايداً
إذا عدتْ العادات كن خوارقا
فدبَّرت منا رقعة ما تدبرت
وكم فرزنت أيديك فينا بيادقا
وفيما أراك الله إصلاح شأنها
سددتَ على أهل الفساد الطرائقا
تروق وتصفو إنْ كدرت سريرة
فلو كنت ماءً كنت إذ ذاك رائقا
فسرْ في أمانِ الله من كلّ طارق
مهمٍ فلا تخشى مع الأمن طارقا
إلى ملك تخطى لديه بحظوة
بنيت بها فوق النجوم سرادقا
تكون بمرآى من علاه ومسمع
فتتخذ البشرى رفيقاً موافقا
إذا كنت كنت من سلطاننا بمكانة
فقد أمِنَ السلطان فيك البوائقا
عليك ولا ريب بذاك اعتماده
كما اعتمد المرءُ الجبال الشواهقا
عزمت إليه بالرحيل وطالما
قطعت إلى الأمر المهم العوائقا
شة قك منه حضرة ملكية
وما كنتما إلاّ مشوقاً وشائقا
ستُرزق من ثمَّ السعادة كلَّها
فَتَحْمَد رزاقاً وتشكر خالقا
وفيك مع الإقدام والبأس سطوة
تعيدُ فؤادَ الدهر بالرعب خافقا
فما وجدا السلطان مثلك ناصحاً
ولا وجد السلطان مثلك صادقا