دعونا نبتدر ورد الحمام
دعونا نبتدر ورد الحمام
دعونا نبتدر ورد الحمام
ليطفئ برده حر الأوام
دعونا إن للأوطان حقاً
تضيع دونه مهج الكرام
أنخذلها ونحن لها حماةٌ
فمن عنها يناضل أو يحامي
أنسلمها إلى الأعداء طوعاً
فتلك سجية القوم الطغام
أيبغي الإنكليز لها استلاباً
ولما تختضب بدمٍ سجام
ويمش أخو الوغى منا ومنهم
على جثثٍ مطرحةٍ وهام
أنتركها بأيدي القوم نهباً
وفي هذي الكنانة سهم رام
لقد ظن العداة بنا ظنوناً
كواذب مثل أحلام النيام
رأونا دونهم عدداً فنادوا
علينا بالنزال وبالصدام
وزجوها فوارس ضاق عنها
فضاء الأرض أعينها دوام
لقيناهم بآسادٍ جياع
ترى لحم العدى أشهى طعام
لعمر أبيك ما ضعفت قوانا
فنجنح صاغرين إلى السلام
معاذ الله من خورٍ وضعفٍ
ومن عابٍ نقارفه وذام
ولا والله نرضى الخسف ديناً
كدأب المستذل المستضام
إذا حكم العدى جنفاً علينا
فأعدل منهم حكم الحسام
هبونا كالذي زعموا ضعافاً
أيأبى نصرنا رب الأنام
أيخذلنا ونحن له نصلي
جميعاً من قعودٍ أو قيام
فلا يأسٌ إذا ما الحرب طالت
من النصر المرجى في الختام
ولسنا نترك الهيجاء يوماً
بلا نارٍ تشب ولا ضرام
فإما العيش في ظل المعالي
وإما الموت في ظل القتام
هي الأوطان إن ضاعت رضينا
من الآمال بالموت الزؤام
فهل جاء البوير حديث قومي
وما قومي بشيءٍ في الخصام
لنعم القوم ما أوفوا بعهدٍ
لأوطانٍ شقين ولا ذمام
ولا اعتصموا بحبل الجد يوماً
ولا لاذوا بأكناف الوئام
فوا أسفي على وطن كريمٍ
غدا ما بيننا غرض السهام
ونحن على توجعه سكوتٌ
كأنا بعض سكان الرجام
رعى الله البوير بحيث كانوا
وجاد ديارهم صوب الغمام