دعوني أصيحابي أنام بغبطة

دعوني أُصَيحابي أنامُ بغبطةِ

​دعوني أُصَيحابي أنامُ بغبطةِ​ المؤلف رشيد أيوب


دعوني أُصَيحابي أنامُ بغبطةِ
فقد سكرَت نفسي بخمرِ المحبّةِ
ورُوحيَ من هذي الليالي قد اكتفت
ومن هذه الأيام كلّت وملّتِ
أنيرُوا شموعاً حول جسمي وبخّرُوا
وصبّوا على رجليّ طِيباً بكثرَةِ
على جَسَدي أَلقوا وُرُوداً ونرجساً
كذا طيّبوا شَعري بمسكٍ مفتَّت
وهيّا انظرُوا ثم اقرَأوا ما تخطّه
يدُ الموتِ تذكاراً على صَحن جبهتي
دعوا ذا الكرَى حولي ذراعيه باسطاً
فقد أتعبَت مني جفوني يقظَني
وهاتوا اضربوا قيثارةً بمسامعي
ترَدّد منها رنة بعد رَنّة
وبالنّاي والشبّاب باللهِ فانفخوا
فإني إِلى الأنغامِ أصبو بجُملَتي
وحِيكوا نقاباً حول قلبي بسحرها
فها قد جرَى نحوَ الوقوف بسرعةِ
وغنّوا الرُّها ثم ابسطوا لعواطفي
فرَاشاً لطيفاً بالمعَاني البديعَة
وثم انظروا عينيّ كيف أشعّة ال
أمانّي فيها صُوِّرت واستقَرّتِ
وكفّوا دموعاً ثم علّوا رؤوسكم
كزَهرٍ عَلَت تيجانها بصبِيحَةِ
ترَوا أن ما بينَ الفضَاءِ ومضجَعي
عرُوسَ المَنايا قد أنارَت كشعلَةِ
ألا فاحبسوا أنفاسكم واسمعوا معي
خفيفَ جناحيها بكلّ تنصّتِ
إِليّ بني أمّي تعالوا وقبّلوا
جبيني وَداعاً بابتسامٍ وبهجَةٍ
بأجفانِ لطفٍ قبَلوني وقبّلوا
كذاك جفوني فهي أفضلُ قبلةِ
وحولي أطفال دعوهم ليَلمسوا
بأنمُلهم تلك الجميلة رَقبَتي
ونحوي شيوخاً قرّبوا ليباركوا
جبيني بأيديهم بها كلّ جَعدةِ
وخَلّوا بناتِ الحيّ يقربنَ مضجَعي
وينظرنَ طيفَ الله في وسطِ مقلتي
وَيسمعنَ أنفاسي تجاري بسرعةٍ
صَدى نَغمَةٍ روحيّةٍ أبَدِيّةِ