دعي أغنامنا ارعى حيال المورد العذاب

دعي أغنامنا ارعى حيال المورد العذاب

​دعي أغنامنا ارعى حيال المورد العذاب​ المؤلف بدر شاكر السياب


دعي أغنامنا ارعى حيال المورد العذاب

و هيا نعتلي الربوة يا فاتنة القلب

فنلقى تحتنا الوديان في ليل من العشب

خيالانا به طيف من الآمال و الحب

خطايا تبعث الذكرى بقلب الورد و الزهر

سيبقى في غد منها صدى ينساب في النهر

و في الأنداء ما ذابت على وقع خطى الفجر

و في أغنية الرعيان ما بين الربى الخضر

سئمنا العالم الفاني و الناس و مرعانا

لقد سجنوا بأغلال من الأنظار نجوانا

سننشد في أمان من عيون الناس مأوانا

ضعي يدك الجميلة في يدي و لنذهب الآنا

و من أثواب قطعانك يا ريحانة العمر

نحوك شراع زورقنا و نطوي لجة العمر

نغني الموج أغنية الرعاة على الربى الخضر

لقيثار روى أنغامه عن ربه الشعرا

نؤم جزيرة منسية في بحرها النائي

طوى الموج بشطيها جناحيه بأعياء

إليها أومأ المجداف لما ضلها الرائي

و أضحى دمعه يرسم أقمارا على الماء

سنبني كوخنا تحت الغصون بجانب النبع

و نملؤه بما شئناه من زهر و من شمع

و أنغام رواها الوتر السكران بالدمع

و عطر قطفت أزهاره من ذلك الجذع

ستهوي شفتانا فيه نحو القبلة الأولى

فيصغي في صداها خافق ما زال مبتولا

إلى همس المجاديف طواها الليل تقبيلا

إلى نجوى الينابيع بروض بات مطلولا

تعالي نهجر الآثام و الناس و دنيانا

لأرض سبقتنا نحوها بالسير روحانا

هناك نرى المنى و الحب و الأحلام ترعانا

ضعي يدك الجميلة في يدي و لنذهب الآنا