دع ذا وقل لبني الآمال قد وضحت
دع ذا وقل لبني الآمال قد وضحت
دع ذا وقل لبني الآمال قد وضحت
لكم سبيل الأماني وانجلى الأسف
وأينعت دوحة للجود دانية الـ
ـقطوف يجني الغنى منها ويقتطف
أُمُّوا بآمالِكم مِصراً، فإنَّ بها
سحَابةً من نَداها السُّحبُ تَغْترفُ
أجرى بها الله نيلاً زائداً أبداً
فليس يَنقُص في وقتٍ، ولا يَقفُ
مِياهُه من نُضارٍ جامدٍ، وعلى
أرجائِهِ، للأمَانِي، روضةٌ أنُفُ
عَلَت بها رايةٌ للعدِل، قاصِدها
يقتَصّ من دهرِه الجاني، وينتصفُ
سعى بها أروع في الروع ذو ورع
في السَّلِم، حتّى تجلَّى الجَورُ والجنَفُ
وجادَ بالمالِ، حتَّى لم يدَع أملاً
ما الجود والفضل إلا البذل والسرف
الملكُ الصالحُ الهادي الذي كشَف الـ
ـغَـمَّاء إنَّ الدُّجَى بالصبحِ مُنكشِفُ
من فيه عن زخرف الدنيا وزينتها
مذ راودته على عليائه ظلف
جوابُه نَعمٌ، في إثرها نِعَمٌ
ولا تُلائمُ فاهُ اللامُ والأَلِفُ
يُغنى العُفاةَ، ويلقاهُم بمعذِرَةٍ
كأنما عاتبوه وهو مقترف
ما يبلغ الشكر ما يوليه من منن
إنعامُه فوقَ ما نُثْنِي وما نَصِفُ
لكن مواهبه في الخلق شاهدة
بِشكرِ إنعامه، والشكرُ يختلفُ
كالرَّوضِ إن لم يُطِق شكَر السحابِ إذا
همى فنضرته بالفضل تعترف
يا كافِيَ الخلقِ بالنُّعمَى، وكافِلَهم
حتَّى لقد أمِنُوا في عدلِه وكُفُوا
رأيت مجدك يعلي قدر واصفه
فكيف لا يتعالى قدر من تصف
قلدتني أنجم الجوزاء قد نظمت
عِقداً، فحَقَّ لمِثلِي الفخرُ والشَّرفُ
أعلت محلي فقد أصبحت من شرف
بها على المشترِي أسمُو، وأشْتَرِفُ
حلا بسمعي وحلاه فمنه به الـ
ـبُشرى، بإدراكِ ما يرجُوه والشَّنَفُ
جعلت نظمي له ضنا بفاخره
وقايةً ووقاء الجوهر الصدف
لأَصْرِفَ العينَ عنه، إنها أبداً
عن الكمال برؤيا النقص تنصرف
يا كاشفَ الغُمَّةِ، اسمع دعوةً كملت
شكراً، تظلُّ له الأسماعُ ترتَشِفُ
من نازح الدار بالإخلاص مقترب
حُرٍّ، برِقِّك دونَ الخلقِ يَعترفُ
إذا رأى بعده عن باب مالكه
يكاد يقضي عليه الهم والأسف
لو حَاولَ الخلقُ جمعاً حملَ مالَكَ مِن
من عليه وأدنى شكره ضعفوا
كم فَاجأتني مِن نُعماك عارفةٌ
سبيلُها عن سبيلِ الوعدِ مُنحرفُ
بها عَنِ الوعْدِ كبرٌ، كلُّه كرمٌ
وعن تَقاضيه تِيه، كلُّه أنَفُ
وجمع شملي بمن لي في ذراك وإن
أضحى لهم من نداك البر واللطف
مجدد لي ما أوليت من نعم
ما زال لي تالد منها ومطرف
فابرد بهم حر قلب ليس يبرده
سواهُم، وحشاً من ذكرهم يجِفُ
وارحم ضعافاً وأطفالاً إذا ذكروا
بُعدى عَصَتهم، ففاضتْ أدمعُ ذُرُفُ
لهَم نَشِيجٌ وإعوالٌ إذا نَظروا
من حَالهم غيرَ ما اعتادوا وما الفُوا
فنظرة منك تحييهم وتجعلهم
محمولةً عنهم الأثقال والكلف
وليس لي شافع إلا مكارمك الـ
ـلاَّتي إذا استُعطِفَت للفضلِ تَنعطِفُ
واسلَم، لتحيا بك الدنيا وساكِنُها
ما اغبِرَّت البيدُ، أو مااخضّرت النُّطَفُ
والق الأعادي بجد لا يخونك إن
خانت غداةَ اللقاءِ البيض والزَّغفُ
علومك البحر غمراً ليس تنتزف
أسماعُنا لمعانِي دُرّها صَدَفُ
فان يُجِد فَلْتَةً في الدهرِ ذُو أدَبٍ
تجِده من بَحرِكَ الزَّخَّارِ يَغترفُ
تجيل فكرك في روض العقول فلا
تزال تختار ما تجني وتقتطف
بعثْتَ منها هَدِيّاً في الورَى، جُلِيتْ
فالحُسنُ وقفٌ عليها ليس ينصرفُ
عَذراءَ، تُثبتُ فضلَ الواصِفينَ لها
فَقد أفادَتْ جَمالاً كلَّ مَن يَصِفُ
بَعثْتَها دِيَماً تُروى بها عَطَش الصَّـ
ـادِي، ومسكَنُها في سيرها الصُّحفْ
تَرَوى القلوبُ بها بعد العُيونِ، فَلا
قلبٌ، ولا عينَ إلاَّ وهو يَرتشفُ
ألْهَتْ عن الحسنِ والإحسانِ أجمعه
إذ استَبان بها عن غيرِها أَنَفُ
حسناء تبرز في عرنينها شمم
من الجمال وفي أجفانها وطف
كأن أسماعنا لما أصخن لها
عجبا أتيح لها من حليها شنف
بدت لنا كمصابيح الظلام وفي
رأيِ العيونِ أتتنا الروضةُ الأُنُفُ
قد برهَنَت بالمعانِي عن فؤاد شَجٍ
قد هاضه الأثقلان: الهم والأسف
إن يبتسم غلطةً في الدهر عاتبه
قلبٌ مدامِعُه في صدرِه تَكِفُ
ورب صعب بدا من بعد شدته
لأضعفِ النّاسِ حَولا، وهو مُنْعطِفُ
وكم مصابِ جنته فرقةٌ، فغدَا
سحابه بنسمِ القُربِ ينكشِفُ
وكربة نزعت عنها ملابسها
والقَلبُ منها بثوبِ الهِمِّ مُلتحِفُ
وحين تشرف أنوار الشموس فما
يَضرُّ ماضِي لَيالٍ عمَّها السَّدَفُ
أحوال ضرك مجد الدين واضحة
قد كانَ للدّهرِ في توكيدهَا سَرفُ
برْقُ اليقينِ بدا منَّا إليكَ فما
يغر خلبه بل سحبه تكف
لا نُخلِفُ الوعدَ منَّا بالنَّجاحِ لِمنَ
لنا بآمالِه في القَصْدِ يَختلِفُ
يقولُ حاسِدُنا، والحقُّ أنطَقَه
إذ شمسُه، لا كمثل الشمس تنكسفُ:
أولاد رزيك لا فخر كفخرهم
حازُوا المفاخر في الدُّنيا وهم نُطفُ
وكم أراد الورى إحصاء فضلهم
في المكرمات فما اسطاعوا ولا عرفوا
لكنَّهم أخذُوا ما تَستقلُّ به
أفهامهم وإلى حيث انتهوا وقفوا
نُدنِي الغِنَى من يدَىْ ربِّ المُنى، فلَنا
به المطي إلى أوطانهم تجف
في غيرنا تخجل الآمال إن قصدت
وما يَخيبُ رجاءٌ عندَنا يَقِفُ
وقد قضَى اللّهُ بي تأليفَ شملِكمُ
وكانَ ظنُّكُم أنْ ليس يأتَلِفُ
وقد أساء لكم دهر مضى فإذا
شئتُم من الدَّهرِ فاقتَضُّوا، أو انتصفُوا
واقضوا ديون الهوى عن مدة سلفت
تَشاكياً، وعلى المستأنَف اسْتَلِفُوا
وقد بدأْنَا، وتمَّمنا، فهل أَملٌ
يدعو وهل مدمع قد عاد ينذرف
نحن الزلال دفعنا غصةً عرضت
لكُم، فلما عَرضْنَا لم تكن تَقِفُ
وعندنا أهلُكُم، كانوا لعيشِهمُ
كأنهم عنك ما غابوا ولا انصرفوا
كم جهد ذي الهم أن يبقى تجلده
عليه والهم في استمراره التلف
لاتأسفن على فقدان غيرهم
فَفي الملاَوم قد جُرَّت له عُطَفُ
قوم إذا ارتفعوا قدراً هووا همماً
فالمكرُماتُ لَعَمْري بينهم طُرَفُ
ولا تَقُل إن تذكرتَ البِلادَ أسًى
بأنَّ قلبكَ بالأشواقِ يُختَطَفُ
وإن دولتنا كنت الوحيد بها
فضلاً، فكيف يُرَى منكم بها خَلَفُ
عليكم بدع الآداب قد وقفت
فما لها عنكم في الدهر منحرف
مَن ناشِدٌ عهدَ ذاكَ الإجتماعِ لَنا
فقد أضَاعته منكُم نِيّةٌ قُذُفُ
هنيت أهلك مجد الدين فانتجع الـ
فراحَ، وانظر، فإنْ الخير مؤتَنَفُ