دمعة وابتسامة (1914)/بيت السعادة


بيت السعادة

***

تَعِبَ قلبي في داخلي فودَّعني وذهب إلى بيت السعادة، ولمَّا بلغ ذلك الحرم الذي قدستْه النفس وقف حائرًا لأنه لم يَرَ هناك ما طالما تَوَهَّمَهُ، لم ير قوة ولا مالًا لا ولا سلطة، لم يَرَ غير فتى الجمال ورفيقته ابنة المحبة وطفلتهما الحكمة

وخاطب قلبي ابنة المحبة قائلًا: «أين القناعة أيتها المحبة، فقد سمعت أنها تشاطركم سكنى هذا المكان؟» قالت: «ذهبت القناعة تكرز في المدينة حيث المطامع، فنحن لا نحتاجها، السعادة لا تبتغي قناعة، إنما السعادة شوق يعانقه الوصال، والقناعة سُلُوٌّ يساوره النسيان، النفس الخالدة لا تقنع لأنها تروم الكمال، والكمال هو اللانهاية». وخاطب قلبي فتى الجمال قائلاً: «ارني سرّ المرأَة ايها الجمال وانرني لانك معرفة» فقال: «هي انت ايهـا القلب البشري وكيفما كنت كانت. هي انا واينما حللت حلت. هي كالدين اذا لم يحرّفه الجاهلون، وكالبدر اذا لم تحجبهُ الغيوم، وكالنسيم اذا لم تتعلق باذياله انفاس الفساد»

واقترب قلبي من الحكمة ابنة المحبة والجمال وقال: «اعطني حكمة احملها الى البشر» فاجابت: «قـل هي السعادة تبتدئ في قدس اقداس النفس ولا تأتي من الخارج»

يجب أن تظهر الصورة في هذا الموضع في النص.
إذا كنت قادرًا على تقديمه ، فراجع سياسة استعمال الصور و وكيفية إضافة الصور للحصول على إرشادات.