دم الكرم في الكاس أم عندم

دَمُ الكرمِ في الكاس أم عندَمُ

​دَمُ الكرمِ في الكاس أم عندَمُ​ المؤلف عبد الجبار بن حمديس


دَمُ الكرمِ في الكاس أم عندَمُ
به تُخْضبُ الكف والمِعْصمُ
أصفراءُ يَبْيَضّ منها الحباب
أمِ الشمسُ عن أنجمٍ تبسِم
وتلك شقيقةُ روحِ الفتى
إذا وُجِدتْ فالأسَى يُعْدمُ
تُلامُ على شُرْبِ مشمولةٍ
ولم يدرِ ما سرّها اللوم
خبيثةُ دنّ سناها المنيرُ
محيطٌ به قارها المظلم
وقد كثر القول في عمرها
ولم يُدرَ عاصرها الأزلمُ
يقهقه في الصبّ إبريقها
كما هَدرَ البازلُ المُقْرَم
إذا انبعثتْ منه قال النيدم:
أينسابُ من فمه أرقم
يبيتُ لها سهرٌ في العروقِ
وأعينُ شُرّابها نُوّمُ
كأنَّ لها في خفيّ الدّبيبِ
نمالاً مساكنها الأعظمُ
يطوفُ بها رشأ أحورٌ
لمقلته الليثَ مستسلمُ
وتلحظُ بالسحرِ منه الجفونُ
ويلفظُ بالدرّ منه الفمُ
بفوّاحةِ الزّهرِ مخْضَلةٍ
تُجادُ معَ الصبحِ أوْ تُرْهمُ
تنظِّمُ فيها أكفُّ الغمام
جُماناً بكفّيكَ لا يُنْظم
كأنَّ لها في طِباقِ الثْرى
بأيدي الحيا حُللاً تُرْقَم
على شدوات طيورٍ فصاحٍ
على أن أفصحها أعجَم
لهنّ أعاريض عند الخليل
مهمَلةُ الوزن لا تُعْلَم
ترجِّعُ فيها ضروبَ اللحونِ
فَتُطْرِبْنا، وَهْيَ لا تفهم