ذابت بجمرة فقدك الأجسام

ذابت بجمرةِ فقدكَ الأَجسامُ

​ذابت بجمرةِ فقدكَ الأَجسامُ​ المؤلف وردة اليازجي


ذابت بجمرةِ فقدكَ الأَجسامُ
يا فاضلاً غَدَرَت بهِ الأيَّامُ
ناحت لفرقتك المنابرُ حسرةً
وبَكَت عليك الصُّحفُ والأقلامُ
قد كنتَ بدراً مشرقاً في أرضنا
فغدا بها بعد الضيآءِ ظلامُ
بدرٌ أتاهُ في التَّمام محاقهُ
عجبٌ محاقُ البدرِ وَهُوَ تمامُ
يا دافناً في الأرضِ أفضَلَ دُرَّةٍ
ناحت عليها العُربُ والأَعجامُ
لو تجعلُ الأجفان أصدافاً لها
في بحر دمعٍ طابَ فيهِ مقامُ
يا رأسَ زاوية الكنيسةِ من ترى
ركناً يكونُ لها عليهِ تُقَامُ
قد كنتَ صخراً ثابتاً لعشيرةٍ
إن ضاهتِ الخنسآءَ ليسَ تُلاَمُ
مَن بعد فقدِكَ للرشادِ ترى ومَن
لنوائِبِ الخطبِ الشديدِ يُرَامُ
قد كنتَ فرداً في الأَنامِ ولم تَزَل
فرداً على مهدِ البلآءِ تنامُ
كانت تحومُ الناسُ حولكَ رغبةً
واليومَ قد حامت عليكَ هوامُ
قد سرت عن وادي الدموعِ مُوَدّعاً
هل يُرتَجَى بعدَ الوداعِ سلامُ
إن كان جفنكَ نامَ نومةَ دهرِهِ
فالنومُ في جفنِ المحبِّ حرامُ
ولئن تكن قد زلتَ عن أوطاننا
فلمجدِ نفسكَ في النعيمِ دوامُ
منا عليك تحيةٌ منثورةٌ
وعلى ثراكَ من الدموعِ نظامُ
ومراحمُ الرحمنِ كلَّ عشيةٍ
تُهدَى لقبركَ والسلامُ ختامُ