ذاك الحجاز وهذه كثبانه
ذاك الحجازُ وهذه كثبانُهُ
ذاك الحجازُ وهذه كثبانُهُ
فاحفظ فؤادَك إن رنَتْ غزلانُهُ
واسفح دموعك إن مررت بسفحه
شغفاً به إنَّ الدموعَ جمانُه
وسل المنازل عن هوىً قضيته
هل عائدٌ ذاك الهوى وزمانُهُ
لهفي على ذاك الزمانِ وأهلِه
وسقاهُ من صَوب الحَيا هتَّانُهُ
إذ كان حبلُ الوصل متَّصلاً بنا
والعيشُ مورقةٌ به أغصانُهُ
وإذ المعاهد مشرقاتٌ بالمنى
والسفحُ مغنىً لم يِبنْ سكَّانُهُ
يا عاذلي دعا فؤادي والجوى
لا تعذُلاه فإنَّه دَيْدانُهُ
وارحمتا لمتيمٍ قذفت به
أيدي النَّوى وتباعدت أوطانُهُ
هبت له من نحو نجدٍ نسمةٌ
فتزايدت لهبُوبها أشجانُه
يُمسي ويُصبحُ بالفراق موجَّعاً
تبكي عليه من الضنى أخدانه
ما إن تذكَّر بالحجاز زمانَهُ
إلا وشبت في الحشا نيرانه
فسقى الحجازَ ومن بذيَّاكَ الحِمى
صوب المدامع هاطلاً هملانه
لا كف للدمع الهتون تقاطرٌ
بعد الحجاز ولا رَقتْ أجفانُهُ