ذروني أبكي بعد جيرة ثهمد

ذرونيَ أبكي بعدَ جيرة ِ ثهمدِ

​ذرونيَ أبكي بعدَ جيرة ِ ثهمدِ​ المؤلف البرعي


ذرونيَ أبكي بعدَ جيرةِ ثهمدِ
و أحدثُ عهداً في بقيةِ معهدي
و أندبُ آثارَ الفريقِ بلوعةٍ
و لاعجِ وجدٍ بعدهمْ متجددِ
و مالي لا أبكي وقدْ عزموا النوى
غداةَ افترقنا منْ مغيرٍ ومنجدِ
فما ودعوني يومَ جدَّرحيلهمْ
ولا زودوني نظرةَ المتزودِ
و لا رحموا قلباً يحومُ على الحمى
و لا حفظوا ميثاقَ عهدٍ مؤكدِ
فليتَ الهوى العذريِّ أعقبَ راحةً
لمطلقِ دمعٍ عنْ غرامٍ مقيدِ
و ليتَ زمانَ الوصلِ أرخى عنانهُ
فتبلغني الآمالُ غايةَ مقصدي
خليليَّ منْ حيَّ ابنِ خولانَ أسعدا
رفيقكما فالدهرُ ليسَ بمسعدِ
و لا تسألاني عنْ فؤادٍ مضيعٍ
فإنَّ فؤادي في الطرافِ الممددِ
و يا ممرضي بالغورِ غورِ تهامةٍ
أعدْ مرضي فيهمْ وعدْ لي تعودي
و خلِّ عيونَ العينِ تسترقُ النهى
و ترمي العميدَ الصبَّ في كلِّ معمدِ
فقد لاحَ لي تحتَ الستائرِ طلعةٌ
أذابتْ بنورِ الحسنِ قلبي وأكبدي
إذا نزلَ العشاقُ في عرصاتها
رأوا عجباً منْ نورها المتصعدِ
فكمْ حولها منْ هائمينَ بحبها
و بينَ يديها منْ ركوعٍ وسجدِ
رعى اللهُ أيامأ مضتْ بسويقةِ
و لذةَ عيشِ بالأباطحِ مرغدِ
يقولونَ كمْ تحكى وكمْ تذكرُ الحمى
و تستنشدُ الأشعارَ منْ كلِّ منشدِ
فقلتُ لهمْ خلوا سبيلي فإنني
أروحُ على حكمِ الغرامِ وأغتدي
و ما شاقني برقٌ بأبرقِ رامةٍ
و لا نغماتٍ منْ حمامٍ مغردِ
و لا نسماتُ الريحِ تنثرُ لؤلؤاً
منَ الطلِّ عنْ زهرٍ كدرٍّ منضدِ
بلى شاقني الوجهُ السعيدُ الذي به
تشعشعَ نورُ الحقِّ فيِ كلِّ مشهدِ
أعادَ علينا اللهُ منْ بركاتهِ
و أوردنا منْ برهِ خيرَ موردِ
فذلكَ يستسقى الغمامُ بوجههِ
و يفتحُ فيِ أسرارهِ كلَّ موصدِ
إذا ما رأتْ عيناكَ بهجة وجههِ
رأت بدرَ تمّفي منازلِ أسعدِِ
و إنْ لثمتْ يمناكَ يمناهُ فالتزمْ
بركنٍ سوى ركنٍ منَ البيتِ أسودِ
لهُ سيرةٌ مرضيةٌ وسريرةٌ
تضيءُ بنور السنةِالمتوقدِ
إمامٌ بهِ الدنيا تجلى ظلامها
و لاحَ سبيلُ الرشدِ عنْ خيرِ مرشدِ
سما بشعارِ الصالحينَ وهديهمْ
و أحيا منارَ الدينِ بعدَ محمدِ
إذا ما ذكرنا الأكرمينَ فإنهُ
هو الكوثرُ الفياضُ والعارضُ الندي
و مهما امتدحنا الصالحينَ فمدحه
بهِ نختمُ الذكرَ الجميلَ ونبتدي
فللهِ منْ غوثٍ لكلِّ مؤملٍ
و سيفٍ على الأعداءِ ليسَ بمغمدِ
و معقلِ عزٍّ يلتجا بجنابهِ
و يروى ببحرٍ منْ عطاياهُ مزبدِ
فيا سيدي إنَّ الزمانَ معاندي
و أنتَ لنا نورٌ بكَ الناسُ تهتدي
وظلكَ ممدودٌ على كلِّ مسلمٍ
وفضلكَ مبذولٌ لكلِّ موحدِ
ولكنني أشكو إليكَ نوائباً
يعزُّ لها صبري ويفنى تجلدي
فلا قرَّ قلبي بلْ ولا كفَّ مدمعي
ولا لذَّ لي عيشي وشربي ومرقدي
و في بيتِ رغمٍ إخوتي وأحبتي
مقيمونَ في ليلٍ منَ الهمِّ سرمدِ
وإنَّ الفقيهَ المعجلى ضاقَ ذرعهُ
لعتبكَ يا مصباحَ غورٍ وأنجدِ
أتاهمْ كلامٌ منكَ يا با محمدٍ
يهدُّ الرواسي فاقتصدْ وترودِ
فإنْ كانَعنْ ذنبٍفعفوكَ واسعٌ
و إنْ لمْ يكنْ ذنبٌ فلا ترضِ حُسَّدي
و حاشاكَ تحمى الأرضَ شرقاً ومغرباً
و تهملُ إخوتي وتظلمُ مسجدي
فأسبلْ عليهمْ سترَ صفحكَ واحمهمْ
بجاهكَ يا مولايَ منْ كلِّ معتدي
و قمْ بي فإني وابنِ عمي وكلَّ منْ
يلينا نرجي جاهَ وجهكَ سيدي
و هاكَ منَ الدرِّ النضيدِغرائباً
مؤلفها عبدُ الرحيمِ بنُ أحمدِ
و لمْ أبغِ منكمْغيرَ صالحِ دعوةٍ
يطولُ بها باعي وتعلو بها يدي
و بعدَ صلاةُ اللهِ ثمَّ سلامهُ
على خيرِ فرعٍ طالَ منْ خيرِ محتدِ
محمدٍ السامي الفخارِ وآلهِ
حماةُ ثغورِ الدينِ منْ كلِّ ملحدِ