ذكرتك في الخلوات التي
ذكرتك في الخلوات التي
ذكرتك في الخلوات التي
شَننتَ بهنَّ عليَّ السُّرورا
وكنتَ لدَيجُورِهِنّ الصّباحَ
و في سهكاتٍ لهنّ العبيرا
فضاقتْ عليَّ سهوبُ الديار
وصارتْ سُهولتُهنَّ الوُعورا
و أظلمَ بيني وبين الأنام
و ما كنت من قبل إلاّ البصيرا
وطالَ عليَّ الزَّمانُ القصيرُ
وكانَ الطَّويلُ عليَّ القصيرا
فها أنا منك خليَّ اليدين
وفيكَ كليلَ الأماني حَسيرا
فقدتك فقدَ الزمان الحبيب
إليَّ وفقدي الشبابَ النضيرا
و هون رزءك من لم يحطْ
بأنِّي أعالجُ منهُ العسيرا
فظنوا، وما علموا، أنه
صغيرٌ وماكانَ إلاّ كبيرا
فقلْ للَّذي في طريق الحِما
يرعى البدور ويعلى القصورا
و يغفل عن وثباتِ المنون يدعن
الشوى ويصبن النحورا
إلى كم تظلُّ وأنتَ الطّليقُ
بأيدي الطّماعة ِ عبداً أسيرا؟
إذا ما أريثُ أريثُ الرحالَ
و إما قربتُ قربتُ الغرورا؟
وإن نلتَ كلَّ الذي تَبْتغيه
فما نلتَ إلاّ الطَّفيفَ الحقيرا
وما أخذَ الدَّهرُ إلاّ الذي
أعادَ فكيفَ تلومُ المُعيرا؟
و كم في الأسافل تحت الحضيض
أخامصِ قومٍ علونَ السَّريرا
و كم ذا صحبنا لأكل التراب
أناساً ثووا يلبسون الحريرا
و كم أغمد التربُ في لحدهِ
حُساماً قَطوعاً ولَيثاً هَصورا
أخيَّ " حسينُ " ومن لي بأن
تجيب النداء وتبدي الضميرا؟
عَهدتُك تَطردُ عنِّي الهمومَ
و تذكرني بالأمور الأمورا
أُخانُ فآخذُ منك الوفاءَ
و أظما فأكرع منك النميرا
سَقى اللهُ قبرَك بينَ القبورِ
سحاباً وَ كيفَ النواحي مطيرا
ءِ عِيراً بِطاءً يُزاحِمْنَ عِيرا
كأنَّ زماجرَه المُصْعِقاتِ
ضجيجُ الفحول عزمن الهديرا
تُعصفرُهُ وَمَضاتُ البروقِ
فتسحبُه من نَجيعٍ عَصيرا
مجاورَ قومٍ بأيدي البِلى
تمزقهمْ يرقبون النشورا
و لا زال قبرك من نوره
بجنحِ الظلام يضيء القبورا
ولازلتَ مُمتلىء الرّاحتينِ
نَعيماً ولاقيتَ رَبّاً غَفورا