ذكر المعاهد والرسوم فعرجا

ذكر المعاهد والرسوم فعرجا

​ذكر المعاهد والرسوم فعرجا​ المؤلف الحكم بن أبي الصلت


ذكر المعاهد والرسوم فعرجا
وشجاه من طلل البخيلة ما شجا
هيفاء أخجلت القضيب معاطفا
والرئم سالفة وطرفا أدعجا
وسقى النعيم بذوبه وجناتها
فوشى به حلل الرياض ودبجا
الأس أخضر والشقائق غضة
والأقحوان كما علمت مفلجا
لا تسألني عن صنيع جفونها
يوم الوداع وسل بذلك من نجا
لو كنت أملك خدها للثمته
حتى أعيد به الشقيق بنفسجا
أو كنت أهجع لاحتضنت خيالها
ومنعت ضوء الصبح أن يتبلجا
فبثثت في الظلماء كحل جفونها
وعقدت هاتيك الذوائب بالدجى
وكأنما استلبت غلالة خدها
من سيف يحيى حده المتضرجا
ملك عنت منه الملوك مهابة
لأغر في ظلم الحوادث أبلجا
أحلى على كبد الولي من المنى
وأمر في حنك العدو من الشجا
من سر يعرب ما استقل بمهده
حتى استقل له المجرة معرجا
يا من إذا نطق العلاء بمجده
خرس العدو مهابة وتلجلجا
عجبا لطرفك إذ سما بك متنه
كيف استقل بما عليه من الحجى
سبق البروق وجاء يلتهما لمدى
فثنى الرياح وراءه تشكو الوجى
وعدا فألحق بالهجائن لاحقا
وأراك أعوج في الحقيقة أعوجا
كالسيل مجته المذانب فانكفا
والبحر هزته الصبا فتموجا
ومشى العرضنة بالكواكب ملجما
مما عليه وبالأهلة مسرجا
ما دون كفك مرتجى لمؤمل
لم يلف بابك دون سيبك مرتجا
بك يستجار من الزمان وريبه
وإليك من نوب الليالي يلتجا
فمتى نقس بك ذا ندى كنت الحيا
صدقت مخيلته وكان الزبرجا
وإذا عداك بغوا وسعتهم ندى
وتكرما وتعففا وتحرجا
بشمائل تبدي ولكن طيها
لفحات بأس تستطير تأججا
والبأس ليس ببالغ في نفعه
حتى يقارن بالسماح ويمزجا
لم تأل تدأب في المكارم والعلا
متوقلا هضباتها متدرجا
حتى أقرك ذو العلا بقرارها
وشفى بدولتك الصدور وأثلجا
فأقمت من عمد السياسة ما وهي
وجلوت من ظلل الضلالة مادجا
فاسلم لدفع ملمة تخشى ودم
أبد الزمان لنيل حظ يرتجى