ذم الزمان لدمنة

(حولت الصفحة من ذمّ الزمانُ لدمنة ٍ)

ذمّ الزمانُ لدمنة ٍ

​ذمّ الزمانُ لدمنة ٍ​ المؤلف ابن المعتز



ذمّ الزمانُ لدمنة ٍ
 
بينَ المُشَقَّرِ والصّفَا
و كأنما نشرتْ بها
 
أيدي اللّيالي مُصحفَا
قَلِقَتْ لساكِنِها وحَمـ
 
ـلِ إنائِهم حتى انكَفَا
فيها ثَلاثٌ كالعَوائدِ
 
ئدِ يكتنفنَ المدنفا
من كلّ خالدة ٍ كستـ
 
ـها النارُ لوناً أكلفا
ومُشَجَّجٍ ذي لِمّة ٍ،
 
ثاوٍ بربعٍ قد عفا
ألِفَ القِفارَ فإن هفَت
 
عنهُ ضواريهِ هفا
لا يَشتَكي ذُلَّ الهوَا
 
نِ، ولا يَمُنُّ، إذا وَفَى
نصبٌ كحرباءِ الفلاة ِ،
 
مضَى الجَميعُ، وخُلّفَا
بل هل تَرى ذا الظّعنَ لو
 
قامَتْ رِفاقي لاشتَفَى
لا ناصرٌ من رعبهِ،
 
أبداً، يُوَلّيني القَفَا
كم دوستْ رجلي العدا
 
ة َ، وما بها عَنهُ حَفَا
أثبتْ لضغنهمُ، ولا
 
تَكُ في العَداوَة ِ أضعَفَا
و إذا الرياحُ أطاعها
 
ميلُ القضيبِ تقصفا
زعمتْ هنيدة ُ أنني
 
مِمّنْ يَبيتُ على شَفَا
و لقد هززتُ مهنداً،
 
عَضبَ المضارِبِ مُرهَفَا
و غذا سطا سطتِ المنو
 
نُ به، وتَعفُو إنْ عَفَا
حتى إذا ملأ الثّرى
 
ـبارِ سارَ، فأوجفا
عَضبُ المضارِبِ كالغَديـ
 
ـرِ نفى القذى حتى صفا
ماذا بأولِ حادثٍ،
 
كشفتهُ، فتكشفا
فوَلَجتُ فيهِ صابراً،
 
وخرَجتُ منهُ مُثَقَّفَا
و إذا رمتْ شخصي العدا
 
ة ُ بنبلها صارتْ سفى
و غذا حديثُ الذمّ يـ
 
ممني ونى وتخلفا
وإذا العيونُ تَعَرّضَتْ
 
كانتْ لعيني أشغفا
إن كنتِ جاهلَة ً، فخلّي
 
من يديكِ الأعرفا
فغذا تبدى مقبلٌ،
 
أنحَى علَيهِ، فاشتَفَى
بل قد هُديتُ لبارِقٍ
 
هاجَ الفُؤادَ المُدنَفَا
ما زالَ يَصدَعُ مُزنَة ً،
 
صدعَ النجادِ المدلفا
يَقظانُ يَلفِظُ نُورَهُ
 
نُوراً تألّقَ، واختَفَى
والرّعدُ يَحدو ظَعنَهُ،
 
فإذا تأخّرَ عَنّفَا
كالعاذلاتِ تأخرتْ
 
بالسيفِ شمعاً مترفا
طَوراً، وطَوراً لا يَعي
 
زجراً بهِ،... وتقصفا
حتى حَسِبتُ سَحابَهُ
 
نوقاً تحاملُ زحفا
سيقتْ، ولا تألو على
 
أولادهنّ تعطفا
حيرانُ يُضني ثِقلُهُ
 
هُوجَ الرّياحِ العُصَّفَا
بلَواحِقٍ مَملُوءَة ٍ
 
ماءً، وزاداً عُرِّفَا
وكأنّ هاتن وبلِهِ
 
قطنٌ أطيرَ مندفا
 
جبَلاً ثوَى واحقَوقفَا
 
طُ النورِ فيهِ وزخرفا
فتنَ العيونَ، فخلتهُ
 
برداً أجيدَ مفوفا
و كانّ نشرَ الأرضِ بالأ
 
نوارِ حينَ تلحفا
ملكٌ عليهِ جوهرٌ،
 
في سندسٍ قد أكنفا
وتَخالُ كلَّ قَرارَة ٍ
 
دَمعاً، يَحُولُ مُوقَّفَا
يا سلمَ عرفني المشيـ
 
ـبُ وحُقّ لي أن أُعرَفَا
ووجدتُ كفَّ الموتِ أقْـ
 
ـوى الآخذينَ وألطفا
وبَقيتُ بَعدَ مَعاشرٍ،
 
مثلَ الرديّ تخلفا
خَلَّوا على الباقي الأسَى،
 
ونجَا الفَقيدُ مُخَفَّفَا
و لقد أراني بالصبا،
 
و الغانياتِ مكلفا
أُسقَى مُخَدَّرَة َ الدّنا
 
نِ سُلافَ كرمٍ قَرقَفَا
راحٌ كأنّ حَبابَها
 
ذُرٌ يَجولُ مُجَوَّفَا
حظٌّ من الدنيا مضى،
 
لو كانَ مَنعٌ أو شِفَا
و الدهرُ من أخلاقهِ اسـ
 
ـتِرجاعُ ما قد سَلّفَا