رأيت البحبحاني استقلت
رأيت البحبحاني استقلت
رَأيتُ البَحبَحانيّ اسْتَقَلّتْ
رَكَائِبُهُ بحِرْمَانٍ عَظيمِ
إذا رَامَ التّخَلّقَ جَاذَبَتْهُ
خَلائِقُهُ إلى الطّبْعِ القَدِيمِ
بَكَى آمَالَهُ لَمّا رَآهَا
عِيَاناً، وَهْيَ دارِسَةُ الرّسُومِ
وَتَرْتَ القَوْمَ ثمّ ظَنَنْتَ فيهِمْ
ظُنُوناً لَستَ فيها بالحَكِيمِ
تُعَرْبِدُ غَيرَ مُحتَشِمٍ، وَتَشدو
فَلا تَأتي بلَحْنٍ مُسْتَقيمِ
فتُخطِىءُ في الغِناءِ على المُغَنّي،
وَتُخطىءُ في النِّدامِ على النّدِيمِ
نَهيتُكَ عن تعرّضِ عِرْضِ حُرٍّ،
فإنّ الذّمّ مِنْ شأنِ الذّميمِ
وَقُلتُ: تَوَقّ محْتَمِلاً يُوَرّي،
عنِ الأضْغانِ، بالخُلُقِ الكَرِيمِ
فَما خَرْقُ السّفيهِ، وَإنْ تَعدّى،
بأبْلَغَ فيكَ مِنْ حِقدِ الحَليمِ
متى أحرَجْتَ ذا كَرَمٍ، تخَطّى
إلَيكَ ببَعضِ أخْلاقِ اللّئيمِ