رأيت جارية في النوم عاطلة
رأيتُ جارية ً في النومِ عاطلة ً
رأيتُ جاريةً في النومِ عاطلةً
حسناءَ ليسَ لها أختٌ منَ البشرِ
ترنو إليّ بعينٍ كلها حَوَر
فمتُّ وجداً بها من ذلكَ الحورِ
لمَّا نظرتُ إليها وهيَ تنظرني
فنيت حبالها من لذةِ النظرِ
وقلتُ للنفسِ يا نفسُ انظري عجباً
هذا الخيالُ فكيف الحس يا بصري
انظر إلى لطفهِ وحسنِ صورتِه
بالفاء لأبالي منْ حضرةِ الفكرِ
ولتعتبرهْ وجوداً لمْ يقم عدمٌ
به ولا ندمٌ من صورةِ البشر
فإنها جنّةُ المأوى لساكنها
وجنةُ الخلدِ لا منْ جنةِ النظرِ
وتلكَ جنةُ عدنٍ والكثيبُ بها
معَ الذي يحتوي عليهِ منْ صورِ
هذي المعالي التي الأفكارُ تطلبها
وهيَ التي نالَ أهلُ الكشفِ بالنظرِ
فأين غايتهم فيما ذكرت لكم
هذي الروائح من مسك لهم عطر