رأيت حمالا مبين العمى
رأيتُ حمَّالاً مُبينَ العمى
رأيتُ حمَّالاً مُبينَ العمى
يعثر بالأكْم وفي الوَهْدِ
مُحتَمِلاً ثِقْلاً على رأْسه
تضعُفُ عنه قُوةُ الجلْدِ
بين جِمَالات وأشباهِها
من بَشَر نامُوا عن المجْدِ
أضحى بأَخزَى حالةٍ بينهم
وكلُّهم في عيشة رغْدِ
وكلهم يَصْدِمُه عامداً
أو تائهَ اللُّبِّ بلا عمدِ
والبائسُ المسكِينُ مستسْلِمٌ
أذلُّ للمكروه من عبْدِ
وما اشْتهى ذاك ولكنَّه
فرَّ من اللُّؤْم إلى الجَهْدِ
فَرَّ إلى الحْملِ على ضعفه
من كَلَحات المُكْثِر الوغْدِ
فَعُذْتُ من أمْثال أحْوالِهِ
بالله والحُرِّ أبي سَعْدِ
السَّبِطِ الكفِّ الذي لم يزل
مُسْتَمْطِرُوهُ في ثَرىً جَعْدِ
الصّادِقِ الوعْدِ على أنه
ما زال فعَّالاً بلا وعْدِ
الوارِثِ السُّؤْدَدِ أسْلافُهُ
ذي المجد من قَبْل ومن بعْدِ
العاسِف المالَ لِسُؤَّاله
والسالك الرأيَ على القصْدِ
الدائم العهْدِ ولكنَّه
يصْعد من عهْد إلى عهْدِ
مستبدلاً عهْداً بما دُونه
والعزْمُ منْهُ ثابتُ العَقْدِ
المُبْرِق البشرَ الملِثِّ الجَدَا
مُجانباً قَعْقَعَةَ الرعْدِ
يستكتم العُرفَ على أنه
يُفشيه في غوْرٍ وفي نجدِ
من أجْحَدِ الناس لنعمى له
تزدادُ إسْفاراً على الجَحْدِ