رب إلفين مضى دهرهما

رُبَّ إلْفَينِ مضى دهرهما

​رُبَّ إلْفَينِ مضى دهرهما​ المؤلف ابن شيخان السالمي


رُبَّ إلْفَينِ مضى دهرهما
في ابتهاج وهوى منقسما
مثل غصنين بروض الخصب لم
ينبتا كَرْماً ولكن كَرَمَا
فسعى بينهما الدهر ولم
يَدُم الدهر لخلق سَلَما
فغدا ذلك من ذا نافراً
والهوى يفري الحشى بينهما
كم دلالٍ أظهر الجذوة من
ذي جمال وهو في القلب كما
فاستطالا شُقَّةَ الهجر وما
فاه كل بِعتابٍ كَلِما
رَأَيَا الصَّبْرَ على حكم الجفا
صبِراً فاستظهرا ما كتما
كتب البعض أرى مآءً وبي
وأَتى البعض ترقب مظلما
فرآه إذ أتى مضطجعاً
والكرى في مقلتيه استحكما
وارتجى يقظته للوعد إذ
قَبل الوجنة منه والفما
نثر الريحان في لَبّتِه
فغدا عقداً به منتظما
سَار عنهُ وهو في رقدته
وبقي الطيب عليهِ معلما
راح غضبان عليه قائلاً
ليس هذا من فعال الكُرمَا
كب حُبٍّ لم يؤيَّد بالوفا
فهو دعوى فاضحٌ للنُدَمَا
إنما المخلص لا تأخذه
سِنَةٌ وقتَ حبيبٍ قدما