رجوع الشيخ إلى صباه/الباب السابع
ينبغي أن لايجامع على الإمتلاء وان اتفق ذلك لأحد فينبغي أن يتحرك بعد قليل ليستفرغ الطعام من المعدة ولايطفو ثم ينام بعد الجماع ما أمكنه ولايجامع على الخلوه فإنه أضر وأشق على الطبيعة وأفنى للحرارة الغريزية وأجلب للذوبان والدق بل يكون عند إنحدار الطعام عن المعدة وإستكمال الهضم الأول والثاني وتوسط الهضم الثالث ومن الناس من يكون له مثل هذا الحال في أوائل الليل فيكون أنفع وذلك أن النوم الطويل عقيبه يريحه ويقتر أيضاً المنى في الرحم فيكون أنجب لحصول الولد ويجب أن يجتنب الجماع بعد التخم وبع الإستفراغات القويه من القئ والإسهال والهيضه والذرب الكائن دفعه وعند حركة البول والغائط والفصد ويجب أن يجتنب في الزمان والبلد الحارين وأجود أوقاته الوقت الذي قد حرر أنته إذا أستعمله فيه بعد مده يهجر الجماع فيها يجد صحه وخفه نفس وذكاء حواس ويتوقا صاحب المزاج اليابس في الازمنه الحارة وصاحب المزاج البارد في الأزمنه الباردة وينبغتى أن يقل منه في الصيف والخريف ويتوفاه ألبته وقت فساد الهواء والوباء والأمراض الوبائيه ويحذر أن يكون قبله قئ أو إسهال أو خروج دم او عرق كثيراً أو ضرب من ضروب الإستفراغ أو صداع مفرط ولايجامع في حتالة السكر فإنه يحدث أوجاع المفاصل والدماميل ونحوها من الأمراض لأنه يملأ الرأس بخارنيا ولايستعمل على الغيظ ولاعقب السهر الطويل والهم لأن الإكثار منه في هذه الأحوال حتى يسقط القوة ولا في حال الفرح المفرط جداً لأنه كثير التحليل من البدن في هذه الأحوال حتى يحدث منه الغنى وبالجملة فليكن في أعدل الأوقات للبدن وأقلها عوارض نفسيه حتى لايحس الإنسان بحراره يجدها خارجه عن الإعتدال ولابرودة فإن دعت الضرورة إليه في بعض هذه الأحوال فليكن البدن سخن أصلح من أن يكون البدن بارداً اللهم إلا أن تكون حرارة مفرطه وأن يكون وهو قابل للغذاء أصلح من أن يكون والبدن خار، وكما أنه لاينبغى أن يكون عقب التعب والرياضه كذلك لاينبغى أن يكون عقب التعب والحمام ولايشرب عقب الإكثار منه شراباً صافياً قوياً إلا أن يكون البدن عقبه يبرد فإذا لم يكن يبرد فلا لأنه يزيدفى تحليل البدن جداً ولاماء بارداً جداً لأنه يرخى الجسد ويهيج الذبول والرعشه ويبرد الكبد حتى أنه يخاف منه الإستسقاء وهذه العوارض تختلف بحسب الأمزجة إختلافا كثيراً فإن الإكثار من الباه عقب الرياضه والتعب والجوع والعطش يذوى الأمزجة الرطبة وأكثر الأمزجة إحتمالاً لاستعمال الباه من كان مزاجه الحرارة والرطوبه لأنهما مادتان للمنى وهذه هي طبيعة الدم وكان واسع العروق وكذلك الذين هم في سلطان الدم من الأحداث أشد شهوه من الجماع وهم عليه أقوى وأضراره بهم اقل إذا أستكثروا منه فاما من طبيعته الحرارة واليبوسه التي هي مزاج المره الصفراء فإنهم يقوون عليه لغلبة الحرارة إلا أن الإكثار منه يضرهم لزيادتة في تجفيف أبدانهم ويؤديهم إلى السل والذبول ولايتهيأ لهم من إدمانهم مايتهيأ لأصحاب الدم اليابس الغالب عليهم وأما طبيعة البرود واليبوسه التي هي مزاج المرة السوداء فإنها لاتصلح لكثرة الباه لآنها ضد مزاج الدم وربما قوى أحدهم على الباه قوة أعضائه والأبخرة الرياضيه التي تكثر في صاحب هذه الطبيعه إلا أنه لايتهيأ له الدوام عليه ولايصلح زرعه للتوليد وأما طبيعة الرطوبة والبرودة هي مزاج البلغم فإنها لاتصلح لكثرة الباه ولايكاد يوجد أصحاب هذا المزاج أقوياء ولاقادرين على إستدامته والإكثار منه بسبب البرودة الغالبه عليهم ورخاوة الأعصاب، فأما المدة التي ينبغي أن يكون النكاح فيها فهي لمن أراد أن يسعمله بإعتدال راتباً على الصحه إذا كثر شبقه وأشتدت شهوته وأحس من ذلك في بدنه بتنميل أو دغدغه فإنه إذا أستعمل في هذا الوقت خف البدن ونشط واعتدال وصح وأما من كان إلى اللذة أميل إلا أنه مع ذلك يحب الثبات على الصحه فليكن في مده لا يجد عقبه ضعفاً ولا ذبولا في النفس ولا تغير أو ليبطئ في إنزاله فإن جاوز ذلك الوقت والقدر فقد ترك الإبقاء على الصحه والحفظ ألبته واضطرب بدنه فليستدرك ما فرط فيه بنقصها كما وصفنا فبما تقدم من قولنا، ومن رداءة أشكال الجماع أن الجماع من قيام يضمر بالورك وعلى جنب ردئ لمن في جنبه عضو ضعيف ومن قعود يعسر معه خروج المنى ويورث وجع الكلا والبطن وربما أكسب ورماً في القضيب وأحد الأشكال إستلقاء المرأه على الفرش الوطيئه وعلو الرجل عليها وأن يكون وركها عالياً ماأمكن فإنه أنجب وألذ لفاعل ذلك