رحلوا كما رحل الكرى عن ماقي

رحلوا كما رحل الكرى عن ماقي

​رحلوا كما رحل الكرى عن ماقي​ المؤلف أحمد فارس الشدياق


رحلوا كما رحل الكرى عن ماقي
وخلا الحمى عن ساحر الاحداق
امن العميد من العيون اصابة
وشكا البطالة والفراغ الراقي
ولطالما مرت به اسد فلم
تتخط منه مصارع العشاق
لم يبق فيه غير مبعث عرفهم
يغرى خلي البال بالاشواق
فكانه اوصاف عبد اللَه ا
تثنى عليه السن الآفاق
حبر تزين بالفضائل زينة ال
افنان بالاثمار والاوراق
ولذا تواضع من علاء مقامه
لمديح مثلي وهو اسمى راق
اهدى الى من اللآلئ ما خلت
عنه صنوف قلائد الاعناق
عجبا لبحر وهو عنك محجب
ياتيك جوهره على اطباق
هو ذلك الكنز الذي لم يعله
صدأ ولم ينفد على الانفاق
شهم يزين مقاله بفعاله
فهما لعمرك توأما الارفاق
وافي الخلاق من المكارم والعلى
صافي الخلاق مهذب الاخلاق
يا حبذا الحدباء كم قد اطلعت
من بدر مجد باهر الاشراق
ولكم حوت في حيها وربوعها
من بحر علم زاخر دفاق
وعلى فيضي منهم فياضة
آلاؤه فجزت عن الاغداق
فهو المجلى ان تسابقت النهى
في الفضل والآداب يوم سباق
تلك المحامد عن ابيه وجده
موروثة طبعا بالاستحقاق
وردت مجلته فقام وجودها
عندي مقام صحيفة الميثاق
فهي الغنى لي والغناء وانها
اشهى من الصهباء والترياق
نزهت طرفي في محاسنها التي
قد آنقته ايما ايناق
فطربت من انشائها وعجبت من
ايشائها لبيان عبد الباقي
هذي اليد البيضاء قيد جوارحي
بالشكر ما احبى على الاطلاق
فيقل في لجى بحر غنائها
لي منشآت المدح بالاغراق
ليس الذي يولي الجميل مصادقا
مثل الذي يوليه ضمن نفاق
والبر ممن لا تراه اجل من
بر الذي ترميه بالحملاق
ذي عادة الكرماء ان يغنوا وهم
مغنون عن سعي ووخد نياق
يا سيدا قد عمنى احسانه
واختصني بثنائه الرواق
فملكت قلبي كله وشغلته
عن ان يرجى من سواك تلاقي
من الف ميل جاء صوتك داعيا
اياء وهو على جواب وفاق
واليك مصداقا على ما قلته
هذي السطور فقدك من مصداق