رمته يد الحمام فاقصدته

رمته يد الحمام فاقصدته

​رمته يد الحمام فاقصدته​ المؤلف الحكم بن أبي الصلت


رمته يد الحمام فاقصدته
ولم تغن العوائد والأساة
ولو غير الحمام بغي نميا
لفل شباه أسرته السراة
وهب لال زياد اسود
براثنها السيوف المرهفات
إذا وقع الصريخ نحاه منهم
ثبات من سجيتها الثبات
وأحسن ما تلاقيهم وجوها
إذا كلحت من الطعن الكماة
وأسمح ما توافيهم أكفا
إذا ذهبت بوفرهم الهبات
وخير ذخائر الدنيا لديهم
جواد أو حسام أو قناة
وسابغة الذيول كما تغشت
ذيول الريح صافية أضاة
فما عبثت بلبهم الحميا
ولا شربت عقولهم السقاة
ولا حضروا لأن العز شيء
تضمنه البداوة والفلاة
لهم همم بعيدات المرامي
وأيد بالمواهب دانيات
جروا وجرى الكرام ليدركوهم
فخلوهم وراءهم وفاتوا
محوت بهم ذنوب الدهر عندي
وبالحسنات تمحى السيئات
عليهم عمدتي أن راب دهر
وهم ثقتي إذا خان الثقات