رميت أسهم آمالي فلم تصب

رميت أسهم آمالي فلم تصب

​رميت أسهم آمالي فلم تصب​ المؤلف الهبل


رميت أسهم آمالي فلم تصب
ورحت أدعو الندى جهرا فلم يجب
وخاب ظني فيمن كنت أحسبه
أبر من رحمي الأدنى وأرحم بي
أهل الفضائل والخيل الصواهل والسمر الذوابل والخطية القضب
...
ومن إليهم تناهى كل مكرمة
ومن بهم عز قلب الجحفل اللجب
ومن أناملهم جودا لآملهم
في كل مخمصة تغني عن السحب
ما لي وقد جئت ناديكم ألوذ به
رجعت عنه أسير الهم والكرب
حبرت فيكم برود المدح معلمة
فما حصلت على شيء سوى التعب
حاشاكم مالبخل تمنعون فتى
وفاكم ببديع النظم منتخب
أين النوال الذي ما زال دأبكم
به ملكتم رقاب العجم والعرب
وأين ما قد عهدنا من تلطفكم
بكل منتزح الأوطان مغترب
وكيف خابت ظنوني في أكفكم
وظن غيري فيكم قط لم يخب
وما أقول لمن قد جاء يسألني
عنكم ومثلي لا يصبو إلى الكذب
أما بكم تضرب الأمثال سائرة
في المجد والجود والعلياء والحسب
والله ما قصرت مني مدائحكم
وإنما أدركتني حرفة الأدب
يا ويح قلبي كم ظلت تقلبه
أيدي الهموم على فرش من اللهب
ولهف نفسي لو أجدي وواحربا
لو كان ينفعني إن قلت واحربي
أفي المروءة أن تظمي وقد صدرت
عن بحر جود بعيد القعر مضطرب
فإن أعد خائبا عن بابكم فلقد
قلدتكم بعقود الدر والذهب
وقلت فيكم مديحا لو مدحت به
شمس الضحى لسخت بالأنجم الشهب
وقد رميت عدي فقري بنائلكم
لكنني لسواد الحظ لم أصب
هي السعادة إن تبدو مطالعها
يحظ الفتى ببلوغ السول والرب
وإن يكن غيرها والحر ممتحن
فما على من أقام العذر بالطلب
يا دهر كم أتلقى كل نائبة
بعزم ذي جلد يوهي قوى النوب
وكم أصبر نفسا طال ما طعمت
طعم البلا في طلاب المجد كالضرب
وكم أومل والآمال تعكس آمالي وتمنعني عن نيل مطلبي
...
وكم أردد زفراتي وأكتمها
خوفا من الحاسد الغيار يشمت بي
واحسرتا لهموم في الهموم غدت
فعالة فيه فعل النار في الحطب