روحي فداك من الملم المعتري

روحي فداك من الملّم المعتري

​روحي فداك من الملّم المعتري​ المؤلف إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي


روحي فداك من الملّم المعتري
ولَوَ انّهُ يُبْتاع كنتُ المشتري
وأنا الذي بتخلّفي أصبحتُ في
نَدَمٍ فيا ويلاه إنْ لم تَغْفِرِ
يا خَيْرَ مَنْ حسد العقودُ قريضَه
فتناثرت منها صِحَاحُ الجوهر
وأجَلَّ مَنْ دان القريضُ لطبعه
وبنثره سَحَرَ النّهى إنْ يُنْثَرِ
وأرقُّ مِنْ ساري النّسيم إذا انْبَرَى
لُطْفاً وأَسْوَغُ مِنْ زُلال الكوثر
أعني الهُمَامَ ابنَ الفقيه محمّداً
شيخَ الهُداةِ وقِدْوَةَ المستبصر
وَمَنِ العلومُ بنقده وذكائه
تزهو على الحور الحِسَانِ وتجتري
الدّرس لا يَهْوَى سوى تقريرِه
وسواه لا تَهْوَى مراقي المنبر
وإذا لِثَامُ الجهل غطّى مشكلا
كشف اللّثامَ عن الجبين المسفِر
ببراعةٍ من دونِ نَيْلِ أقلّها
حربُ البسوس وهَوْلُ يوم المحشر
يا عاذلي في حبّه قَصِّرْ فما
أنا عن هواه المستلّذّ بِمُقْصِرِ
ما كنت فيه مُقلِّداً غَيْرَ الهوى
فَأَطِلْ ملامك بعد ذا أو قَصِّرِ
إن كنتَ تسمعُ ما سمعتُ فإنّني
من حسنه أبصرتُ ما لم تُبْصِرِ
تُسليك منه فكاهةٌ فكأنّها
راحٌ براحة أغيدٍ مُتَبَخْتِرِ
ليس الغريبُ بأنسه في غُرْبَةٍ
بل مَنْ برؤية وجهه لم يظفر
حيَّى معاهدَ أنسه برقُ الحيا
وسَقَى سَلاَ صوبُ الأغرّ المُمْطِرِ
بَلَدٌ به سطعت لوامع نوره
فَغَدَا بِوَجْهٍ ضاحكٍ مُسْتَبْشِرِ
لا زال منه الغربُ مَشْرِقَ شمسِه
وسَلاَ به أبْهى وأبْهَجَ منظر
وعليه من مَحْضِ الوِدادِ تحيَّةٌ
أذكى من المسك العتيق وعنبر
ما قال ذو وَجْدٍ بحبّك داعيا
روحي فداك من الملمّ المعتري