روح من الماء في جسم من الصفر

روحٌ من الماءِ في جِسْمٍ مِنَ الصفَرِ

​روحٌ من الماءِ في جِسْمٍ مِنَ الصفَرِ​ المؤلف كشاجم


روحٌ من الماءِ في جِسْمٍ مِنَ الصفَرِ
مؤلفٌ بلطيفِ الحسّ والنّظرِ
مستعبرٌ لم يغبْ عن إلفه وَطنٌ
ولم يَبتْ قَطُّ من ضِغْنٍ على حذَرِ
لهُ على الظّهرِ أَجْفَانٌ محجَّرَةٌ
ومقلةٌ دَمْعُهَا يجري على قَدَرِ
تنسى لهُ حركاتٌ في أَسافِلِهِ
كأنَّها حَركاتُ الماءِ في الشّجَرِ
وفي أعاليهِ حسبانٌ مُفَصَّلةٌ
للنَّاظرينَ بلا ذِهْنٍ ولا فِكَرِ
إذا بَدَا دانَ في أَحْشَائه فَلَكٌ
خافي المسيرِ وإنْ لَمْ يبدُ لَمْ يَدُرِ
مخيّرٌ عن مَواقيتٍ يُخَبّرُنَا
عنها فيوجَدُ منها صَادِقَ الخَبرِ
تقضي به الخمسُ في وقتِ الوجوبِ وإنْ
عَطَّى على الشَّمْسِ شَرَّ الغيمِ والمَطَرِ
وإنْ سهرتُ ففي الأسبابِ تورقني
عَرَفتٍُ مِقْدَارَ ما أَلْقى مِنَ السَّهَرِ
محدِّدٌ كلَّ ميقاتٍ تخيَّرهٌ
ذوو التخيُّرِ للأسْفَارِ والخَطَرِ
ومخرجٌ لكَ بالأَجزاءِ أَلْطَفَهَا
مِنَ النهارِ وقوس الليلِ والسَحَرِ
نتيجةُ العلمِ والتفكيرِ صورتهُ
يا حبَذَا بِدَعُ الأَفْكَارِ في الصّوَرِ