رياض الصالحين/الصفحة الثالثة والسبعون


باب تحريم الكبر والإعجاب

قال اللَّه تعالى (القصص 83): {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، والعاقبة للمتقين}.

وقال تعالى (الإسراء 37): {ولا تمش في الأرض مرحاً}.

وقال تعالى (لقمان 18): {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً، إن اللَّه لا يحب كل مختال فخور}.

ومعنى {تصعر خدك للناس}: أي تميله وتعرض به عن الناس تكبراً عليهم.

و{المرح}: التبختر.

وقال تعالى (القصص 76): {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم، وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، إذ قال له قومه لا تفرح إن اللَّه لا يحب الفرحين} إلى قوله تعالى: {فخسفنا به وبداره الأرض} الآيات.

612- وعن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر!) فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة قال: (إن اللَّه جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق، وغمط الناس) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

(بطر الحق): دفعه ورده على قائله.

و (غمط الناس): احتقارهم.

613- وعن سلمة بن الأكوع رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رجلاً أكل عند رَسُول اللَّهِ بشماله فقال: (كل بيمينك) قال: لا أستطيع. قال: (لا استطعت!) ما منعه إلا الكبر. قال: فما رفعها إلى فيه. رَوَاهُ مُسلِمٌ.

614- وعن حارثة بن وهب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: سمعت رَسُول اللَّهِ يقول: (ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. وتقدم شرحه في باب ضعفة المسلمين (انظر الحديث رقم 252).

615- وعن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي قال: (احتجت الجنة والنار؛ فقالت النار: في الجبارون والمتكبرون. وقالت الجنة: في ضعفاء الناس ومساكينهم. فقضى اللَّه بينهما: إنك الجنة رحمتي أرحم بك م أشاء، وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء، ولكليكما علي ملؤها) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

616- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال: (لا ينظر اللَّه يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

617- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

(العائل): الفقير.

618- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن ينازعني عذبته) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

619-وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال: (بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل رأسه، يختال في مشيته إذ خسف اللَّه به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

(مرجل رأسه): أي مشطه.

(يتجلجل) بالجيمين أي يغوص وينزل.

620- وعن سلمة بن الأكوع رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

(يذهب بنفسه): أي يرتفع ويتكبر.

رياض الصالحين - كتاب المقدمات

باب الإخلاص وإحضار النية | باب باب التوبة | باب الصبر | باب الصدق | باب المراقبة | باب التقوى | باب اليقين والتوكل | باب الاستقامة | باب التفكر في عظيم مخلوقات الله تعالى | باب المجاهدة | باب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر | باب بيان كثرة طرق الخير | باب الاقتصاد في العبادة | باب المحافظة على الأعمال | باب الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها | باب وجوب الانقياد لحكم اللَّه تعالى | باب النهي عن البدع ومحدثات الأمور | باب من سن سنة حسنة أو سيئة | باب الدلالة على خير والدعاء إلى هدى أو ضلالة | باب التعاون على البر والتقوى | باب النصيحة | باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | باب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف أو نهى عن منكر وخالف قوله فعله | باب الأمر بأداء الأمانة | باب تحريم الظلم والأمر برد المظالم | باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم | باب ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها لغير ضرورة | باب قضاء حوائج المسلمين | باب الشفاعة | باب الإصلاح بين الناس | باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء الخاملين | باب ملاطفة اليتيم والبنات وسائر الضعفة والمساكين | باب الوصية بالنساء | باب حق الزوج على المرأة | باب النفقة على العيال | باب الإنفاق مما يحب ومن الجيد | باب وجوب أمر أهله وأولاده بطاعة الله تعالى | باب حق الجار والوصية به | باب بر الوالدين وصلة الأرحام | باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم | باب بر أصدقاء الأب والأم | باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم | باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل | باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم | باب فضل الحب في الله والحث عليه | باب علامات حب الله تعالى للعبد | باب التحذير من إيذاء الصالحين | باب إجراء أحكام الناس على الظاهر | باب الخوف | باب الرجاء | باب فضل الرجاء | باب الجمع بين الخوف والرجاء | باب فضل البكاء | باب فضل الزهد في الدنيا | باب فضل الجوع وخشونة العيش | باب القناعة والقفاف والاقتصاد | باب جواز الأخذ من غير مسألة | باب الحث على الأكل من عمل يده | باب الكرم والجود والإنفاق | باب النهى عن البخل والشح | باب الإيثار والمواساة | باب التنافس في أمور الآخرة | باب فضل الغني الشاكر | باب ذكر الموت وقصر الأمل | باب استحباب زيارة القبور للرجال | باب كراهة تمنى الموت | باب الورع وترك الشبهات | باب استحباب العزلة عند فساد الناس | باب فضل الاختلاط بالناس حضور جمعهم وجماعاتهم | باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين | باب تحريم الكبر والإعجاب | باب حسن الخلق | باب الحلم والأناة والرفق | باب العفو والإعراض عن الجاهلين | باب احتمال الأذى | باب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع | باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم | باب الوالى العادل | باب وجوب طاعة ولاة الأمر | باب النهى عن سؤال الإمارة | باب حث السلطان والقاضي | باب النهى عن تولية الإمارة والقضاء