رياض الصالحين/الصفحة 241

رياض الصالحين المؤلف يحيى النووي
باب فضل السماحة في البيع والشراء


باب فضل السماحة في البيع والشراء والأخذ والعطاء وحسن القضاء وإرجاح المكيال والميزان والنهي عن التطفيف، وفضل إنظار الموسر المعسر، والوضع عنه

قال اللَّه تعالى (البقرة 215): {وما تفعلوا من خير فإن اللَّه به عليم}.

وقال تعالى (هود 85): {ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط، ولا تبخسوا الناس أشياءهم}.

وقال تعالى (المطففين 1- 6): {ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون؛ ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين}.

1367- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رجلاً أتى النبي يتقاضاه فأغلظ له فهم به أصحابه، فقال رَسُول اللَّهِ : (دعوه فإن لصاحب الحق مقالا) ثم قال: (أعطوه سناً مثل سنه) قالوا: يا رَسُول اللَّهِ لا نجد إلا أمثل من سنه. قال: (أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاء) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1368- وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال: (رحم اللَّه رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

1369- وعن أبي قتادة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ يقول: (من سره أن ينجيه اللَّه من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1370- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ قال: (كان رجل يداين الناس، وكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه لعل اللَّه أن يتجاوز عنا، فلقي اللَّه فتجاوز عنه) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

1371- وعن أبي مسعود البدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسراً، وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، قال اللَّه عز وجل: نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه) رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1372- وعن حذيفة رَضيَ اللَّهُ عَنهُ قال: (أتي اللَّه تعالى بعبد من عباده آتاه اللَّه مالاً فقال له: ماذا عملت في الدنيا قال -ولا يكتمون اللَّه حديثاً- قال: يا رب آتيتني مالك فكنت أبايع الناس وكان من خلقي الجواز؛ فكنت أتيسر على الموسر وأنظر المعسر. فقال اللَّه تعالى: أنا أحق بذا منك، تجاوزوا عن عبدي) فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما: هكذا سمعناه من في رَسُول اللَّهِ . رَوَاهُ مُسلِمٌ.

1373- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ : (من أنظر معسراً أو وضع له أظله اللَّه يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.

1374- وعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي اشترى منه بعيراً [ بِوُقِيَّتَيْنِ ودرهم أو درهمين] فوزن له فأرجح. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.


1375- وعن أبي صفوان سويد بن قيس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: جلبت أنا ومخرمة العبدي بَزّاً من هجر، فجاءنا النبي فساومنا بسراويل وعندي وزان يزن بالأجر، فقال النبي للوزان: (زن وأرجِج) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.

رياض الصالحين - كتاب الجهاد

باب وجوب الجهاد وفضل الغدوة والروحة | باب بيان جماعة من الشهداء في ثواب الآخرة | باب فضل العتق | باب فضل الإحسان إلى المملوك | باب فضل المملوك الذي يؤدي حق الله وحق مواليه | باب فضل العبادة في الهرج | باب فضل السماحة في البيع والشراء