ريح شوق للبين كانت سموما
ريح شوق للبين كانت سموما
ريحُ شوقٍ للبَين كانت سَموما
ثم عادت عند اللقاء نسيما
فهي بالأمس نار نمرود كانت
وهي اليوم نار إبراهيما
ما أمرَّ الخروج من بلدة في
ها حبيبي وما ألذَّ القدوما
سُمِّيَت وقفةُ التفرُّق تسلي
ماً كما سُمِّيَ اللَّديغُ سليما
ذقتُ طعمَي تفرُّقٍ ولقاءٍ
كدتُ من فرط ذا وذا أن أهيما
وكأنّي ولم أرَ النارَ والجَن
نَةَ ذقتُ الغِسلينَ والتسنيما
ففراقُ المعشوقِ والهلكُ سيّا
ن وإن كان ذا وذاك عظيما
ليس فقدان مَن يُفِيدُ الصَبابا
تِ كفقدان مَن يُفيد النعيما
كن عنياً فإن كلَّ حبيبٍ
لم يزل قاسياً يكون رحيما
ما تراني عند الأنام جميعاً
صرتُ بالسيِّد الكريم كريما
خدمَتني القلوبُ حتّى كأنّي
مت باللحد خلتني مخدوما
يا أبا القاسم المهيب المرجّى
بك أُكرِمتُ ظاعناً ومُقيما
وحَقيقٌ لعُظم قدرك أن يُظ
هرَ في أوليائك التعظيما
ما ترى الشمسَ حين يحجبها الأف
قُ يمدُّ الضياءُ منها النجوما
أنتَ صَحَّحتَ لي مودَّةَ أيّا
مي وقد كان ودُّهنَّ سقيما
أنت آويتَني وقد طرد النا
سُ رجائي طردَ الوصيِّ اليتيما
ورَمَمتَ الرجاءَ وهو رميمٌ
ثم أنتجتَه وكان عقيما
فيقول الذي يرى كشفَ ضرّي
إن ربي يُحيي العظام الرميما
قد زكت لي بك الأماني وصارت
همماً ترتقي وكانت هموما
فغدا اسمي مُحجَّلاً بأيادي
ك أغرّاً وكان قبلُ بهيما
ألبستني نعماك ثوباً غدا باس
مك في الناس كلِّهم مرقوما
فلو اَنِّي سكتُّ عن شكر آثا
رِكَ كلَّمنَ ذا الورى تكليما
مَسَّني حظُّك الجسيم فأعدا
نيَ حتى رأيتُ حظي جسيما
لو رأى في المنام طيفَك محرو
مٌ لأغنى خيالُك المحروما
وسجاياك تقتضي نفسَك الجو
دَ كما يقتضي الغريمُ الغريما
صُنتَنا حين أهملَتنا الليالي
فحمدنا بك الزمانَ الذميما
شكرَتكَ الدنيا فأعطَتكَ تنبي
هاً مشاعاً ونائلاً مقسوما
أنت زَيَّنتَها فأظهرتَ فيها
كرماً حين أظهر الناسُ لُوما
كلّما قيل دام خيرُك قال ال
جُودُ آمِينَ رغبةً أن يدوما
لا عدمنا ظِلال نعماك تغشى ال
أرضَ أو لا ترى عليها عَدِيما