زارت وجنح الدجى يا سعد معتكر

زارتْ وجنحُ الدجى يا سعدُ معتكرٌ

​زارتْ وجنحُ الدجى يا سعدُ معتكرٌ​ المؤلف عبد الغفار الأخرس


زارتْ وجنحُ الدجى يا سعدُ معتكرٌ
فأَوْقَدَتْ في ظلام اللّيل مصباحا
وقال صَحْبيَ ممّا راح يدهِشُهُمْ
أصبحتَ في هذه الظلماء إصباحا
وقلتُ والروح تستشفي بطيب شذا
من عرفها وعرفتُ القلب مرتاح
أحيا أريجك ميتاً لا حراك له
فهلْ بَعَثْتَ مع الأرواح أرواحا
وَعَلَّلَتْنا وتَعْليلُ المشوق بما
يشفي فؤاداً شديد الشّوق ملتاحا
وأسكرتنا بألفاظٍ تكرّرها
وما أدارَتْ على النّدمان أقداحا
وَبتُّ أشْرَبُ من معسول ريقتها
راحاً وأشربُ من ألفاظها تفاحا
وأَقطفُ الغَضَّ من تفّاح وجنتها
ومَن رأى قاطِفاً باللّثم تفاحا
حتى إذا الفجر لاحت لي ملابسه
مُبْيَضَّةً ورداءُ الليل قد طاحا
وأَوْضَحَ الأمر في لألاء غُرَّتِهِ
وزادَه فَلَقُ الإصباح إيضاحا
وَدَّعْتها وكأنَّ القلب حينئذِ
غَدا على إثرها ياسعدُ أرواحا
وأعْقَبَتْ كلَّ حزنٍ بَعد فرقتها
فهلْ لها أنْ تعيدَ الحزنَ أفراحا