زارت بجنح الدجى والليل معتكر
زارت بجنح الدُّجَى والليلُ معتكرُ
زارت بجنح الدُّجَى والليلُ معتكرُ
فقالتِ الدارُ ها قد أشرقَ السحرُ
خودٌ تميسُ بقدٍّ كالقناةِ بدا
إذا رأَتهُ غصونُ البانِ تنكسرُ
قدٌّ يقدُّ قلوبَ العاشقينَ إذا
ما اهتزَّ يوماً ترى الأكبادَ تنفطرُ
خطَّت لأهلِ الهَوَى سطراً بوجنتها
إيَّاكُم النارَ لا يؤذيكمُ الشررُ
يعودُ من وجهها ليلُ الظلام ضحىً
والصبحُ من فرعها ليلاً بهِ قمرُ
رأَيتُ عقدَ اللآلي في مُقَلَّدِها
فخلتهُ نظمَ مَن في نظمهِ العبرُ
هو الإمامُ الكريمُ العاقلُ الوَرِعُ ال
مُحي النفوسِ بنظم منهُ ينتشرُ
أهدَى اليَّ بيوتاً كلُّ قافيةٍ
منهنَّ تخجلُ منها الأَنجمُ الزُّهُرُ
أبهى الشمائلِ في الطافهِ جُمِعَت
مثل الثريا انجلت في الأُفقِ تشتهرُ
في صدرهِ بحرُ علمٍ مندفقاً
فليسَ تُنكَرُ من الفاظهِ الدررُ
لهُ المعاني عبيدٌ حيثما حضرت
صارت عبيداً لها الألبابُ والفِكَرُ
يخوضُ ابحارَها فكرٌ لهُ فترى
ظلامها عادَ صبحاً وهو ينفجرُ
سَحبانَ مصرَايا ركنَ البلاغةِ مَن
بهِ القوافي غدت تزهو وتفتخرُ
لأَنتَ دُرَّةُ تاجٍ لا نظيرَ لها
بها لقد كلَّلت أفكارَها البشرُ
اليكَ عذرآءَ ما قامت بوصفكُم
يوماً ولو ساعدتها البدوُ والحضرُ
تُبدِي اليكَ عن التقصيرِ معذرةً
وليسَ ذنبٌ على من جآءَ يعتذرُ