زارك زوار الحلم

زارك زوّارُ الحلمْ

​زارك زوّارُ الحلمْ​ المؤلف الشريف المرتضى


زارك زوّارُ الحلمْ
مسلماً بذى سلمْ
فى ليلةٍ ظلماؤها
حالكةٌ من الظّلمْ
كأنّها إثمدةٌ
أو صلدةٌ من الفحمْ
جاء وسادى عائداً
فلم أبِنْ منَ السَّقَمْ
والرَّكبُ في ظلِّ نَقىً
لو زعزعوه لانهدمْ
كأنَّما مَرُّ الصَّبا
رَقَّشَ فيه بقلَمْ
في فِتْيَةٍ جابوا الدُّجَى
إلى الضُّحَى جَوْبَ الأُدُمْ
عارين من كلِّ قَذىً
كاسين من صفوِ الشّيمْ
توسَّدوا أذْرُعَهم
من الكلالِ والسّأمْ
وافترشوا من الكرى
على الثَّرى تلكَ اللِّمَمْ
من سبسبٍ خافى الصّوى
لا إِرَمٌ ولا عَلَمْ
من عاذرى وأين لى
من عاذرٍ - فيما يلمْ؟
يُؤْلمني جزاءُ ما
داويته من الألمْ
وإنْ غفرتُ جرمهُ
أعادَ ما كانَ جَرَمْ
يَبْغي سِقاطي، والّذي
يريدُه أعيا الأُمَمْ
ويَرتجي أنِّيَ في النْـ
ـنّاسِ كما كان زعمْ
متى أُرِدْ شيئاً أبَى
أوْ قلتُ: لا؛ قال: نعمْ
عن الفتى سلْ فعلهُ
ودَعْ أُصولاً وجِذَمْ
ما ينفع المرءَ بلا
نَحيزةٍ خالٌ وعَمْ
ومن يدى كلِّ امرئ
يصيبُهُ حَمْدٌ وذَمْ
لا خيرَ في مُبتذَلٍ
يصغُرُ في يومِ العِظَمْ
هان فلا قدرٌ له
مثلُ لفيظٍ من عجمْ
يغضبهُ إنْ ليمَ فى
سيّئةٍ ولم ألمْ
وإنِّني رِمْتُ عنِ الـ
ـفحشاءِ وهوَ لم يرمْ
عدِّ عنِ القومِ لهمْ
مَنٌّ ولم يُسْدُوا نِعَمْ
ضَلُّوا عنِ الخيرِ كما
ضلَّ شرودٌ عن لقمْ
وعن مكانٍ لم يُقِمْ
غيرك فيه لا تقمْ
إنّ لفخر الملك عنـ
ـدي نِعَماً فُقْنَ النِّعَمْ
جئنَ غزاراً حفّلاً
يفضحنَ فى السّحِّ الدّيمْ
ما سرَّني وكُنَّ لي
بأنّ لى حمرَ النّعمْ
أنتَ الذي أوْ لَيْتَني
منَ العُلا ما لم أرُمْ
وكنتُ عنها غافلاً
وقاعداً لو لم تقمْ
فالآنَ يمشي قدمي
بحيثُ لم تمشِ قَدَمْ
والآن أثنى معلناً
بكلِّ غرّاءِ البهمْ
يسمعها من بينه
وبينها كلُّ صممْ
مَن ذا يُعاليني وقدْ
ساندنى الصّخرُ الأصمّْ؟
سَقْياً لفخرِ الملكِ منْ
مغتفرٍ ومنتقمْ
ومن أطاعتْ أمره
عربُ الفيافى والعجمْ
كم ذا على أرْجائِهِ
زَمَّ أُنوفاً وخَزَمْ
وكم على رِفْقٍ بهِ
قوّضَ بيتاً وهدمْ
وهْوَ كما شاءَ لهُ
ذاك النّجارُ والكرمْ
قد قلتُ للقومِ وقد
غرّوا بطولِ ما كظمْ
حذارِ من خافى السّرى
أَسْرَى بجُنْحٍ من ظُلَمْ
كالصّلِّ إذْ همَّ مضى
واللّيثِ إنْ ضَمَّ عَذَمْ
والبحرِ إنْ زادَ طَمى
والغيثَ إنْ جادَ سَجَمْ
وموقفٍ ضنكِ الخطا
ملآنَ من لَحْمٍ ودَمْ
يذمّ من عفّ كما
يحمدُ فيه من ظلمْ
كأنّما القومُ به
من قَلَقٍ على ضَرَم
حَضَرْتَهُ بهمَّةٍ
أوفتْ على كلّ الهممْ
وأنتَ طلقٌ باسمٌ
فى لاتَ حينَ مبتسمْ
تُشبِعُ فيه بالقَنا
مَن زارَه مِنَ الرَّخَمْ
إنِّيَ عَضْبٌ باتِرٌ
فاستلّنى فى كلِّ همّْ
والسِّرُّ عندي راهنٌ
أكتمُهُ عمَّنْ كَتَمْ
وإنْ ألمَّ حادثٌ
فإنّنى لما ألمّْ
سِيّانِ عندي في هَوىً
ترومُهُ بَرٌّ وَيَمْ
وأىُّ خطبٍ معضلٍ
ضرَّم ناراً فاضطرمْ؟
وانقبضتْ عنه الخُطا
واقفةً لمّا ادلهمّْ
فاجعلْ عيانى دونهُ
لسدِّ ما منه انثلمْ
فإنَّني من بَينهمْ
فرّاجُ هاتيك الغممْ
ولا تَعُجْ في خُطَّةٍ
عن ناصحٍ بمتّهمْ
واجدعْ أنوفاً رغمتْ
من كلّ ذى أنفٍ رغمْ
ودُمْ على شكرِ الذي
خوَّلك اللهُ يَدُمْ
والمِهْرَجانُ مُخبرٌ
أنَّ لك العُمرَ الأَتَمْ
تَبقى لأمثالٍ له
فى نعمٍ لا تنثلمْ
لا بدّلَ العزُّ الذى
أُولِيتَه ولا انصَرَمْ
وبابك المعمورُ له
عطّلَ من وفدِ الخدمْ
وعشتَ ما شئتَ لنا
لا عَدَمٌ ولا هَرَمْ