زعموني نسيت والهجر ينسي

زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي

​زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي​ المؤلف مصطفى صادق الرافعي


زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي
وتلاهيتُ بعدَ أيامِ أنسي
سائلوا النومَ هل رأتهُ عيوني
واسألوا عن هواي مالكَ نفسي
فوربِّ السماءِ والأرضِ إني
لأرى في مصارعِ الحبيبِ رمسي
كيفَ أسلو وقد حسوتُ كؤوسي
من خدودٍ ومن مراشِفَ لُعْسِ
كلما دارتِ الشفاهُ بكأسٍ
دارَ خداهُ لي بكأسٍ وكأسِ
وأرى وجههُ وقد بدت الشم
سُ فأغدو ما بين شمسٍ وشمسِ
ومتى كنتُ ناقضَ العهدِ حتى
أتناسى عهودهُ بالتأسي
إنما الحبُّ في الكرامِ حبيسٌ
أنزلوهم من صدرِهم خيرَ حبسِ
هل ترى حبَّ عبلةَ ماتَ إلا
يومَ ماتَ الكريمُ فارسَ عبسِ
وإذا كانَ بينَ قومٍ ودادٌ
لم يخنهْ في القومِ غيرُ الأخَسِّ
اكفني ذلكَ الصدودَ فإني
لا أىرى الصدَّ غيرَ طالعَ نحسِ
واروِ من مهجتي عليكَ غليلاً
سعرتهُ في أضلعي نارُ يأسي
إنني ذاكر ودادكَ ما عش
تُ وإن كانتِ الحوادثُ تنسي
ولقد شفتي العواذلُ حتى
خلتُ عمري مابينَ يومي وامسي