زهراتي

​زهراتي​ المؤلف علي محمود طه


طال انتظاري و مضى موعدي
و أنت مثلي ترقبين المساء
كم لك عندي في الهوى من يد
يا زهراتي أنت رمز الوفاء
يا زهراتي ويك لا تسأمي
و لا يرعك الزّمن الدائر
لا تطرقي و ابتهجي و ابسمي
عمّا قليل يقبل الزائر
عما قليل سوف تلقينه
أجمل ما تصبو إليه العيون
يطرق بابي معلنا أنه
كلّ اصطبار في هواه يهون
أقول: هل أبطأ في خطوه
أم هل ترى أخطا ميعاده
أم ضلّلته و هو في لهوه
أرجاء حيّ قبل ما ارتاده
تعللي مثلي و قولي: لعلّ!
ام أنت لا تدرين سرّ الغرام
ما أنت إلا بسمات الأمل
إن خيّم الصّمت و ساد الظّلام
كم أخوات لك شاطرنني
فجر لقاء رائع المطلع
و كم مساء فيه سامرنني
و بتن فيه ساهرات معي!
يا حينها فيهنّ من زهرة
ظنّت جفوني بالكرى مثقلات
مسّت جبيني و هي في حيرة
كأنّما توقظني من سبات
ساهرة تخفق أوراقها
على فمي آنا و آنا يدي
كأنّ أشواقي أشواقها
أو أنّها صاحبة الموعد!
خلا بنا يا زهراتي المكان
و زايل الشّرفة ضوء القمر
أليلو ما مرّ؟ أم ليلتان؟
إبقي معي حتّى يلوح السّحر
سألتك الحبّ و عهد الوفاء
يا زهراتي لا تملّي البقاء
ما زال عندي أمل في اللّقاء
و إن مضى اليوم و حلّ المساء
خلف زجاج الباب طيف سرى
يدنو إلى بابي من السّلم
خفّ له قلبي و ما صوّرا
غير ذراعي شبح مبهم
أظلّ أرنو نحوه مرهفا
سمعي و ما يكذّبني ناظري
يا حسرتا ما لاح حتّى اختفى
و زال مثل الحلم العبر
و كم خطى أحسستها في دمي
أقول قد جاء و هذي خطاه
أصغي و أحصي درج السّلم
لكنّه يمضي و ينأى صداه
يا زهراتي كم حديث لنا
عن موعد في ليلة أو نهار
يعجب من كلّ ما حولنا
أما سئمنا بعد طول انتظار؟
ناشدتك الحبّ فإن تؤثري
جدّدت أسمارك في مخدعي
فانسي مواعيد الهوى و اذكري
أيّ في الحبّ لم يخدع!