زهرة اقحوان

​زهرة اقحوان​ المؤلف إيليا أبو ماضي


كلن في صدري سرّ كامن كالأفعوان
أتوقّاه وأخشى أن يراه من يراني
وإذا لاح أمامي عقل الذعر لساني
فكأني عند بحر هائج أو بركان
لم أخفه غير أني خفت أبناء الزمان
ولكم فان نظيري خاف قلبي بطش فان
لم يسع سري فؤادي، لم تسع المعاني
فقصدت الغاب وحدي والدّجى ملقى الجران
ودفنت السرّ فيه مثلما يدفنّ جان
ورأى الليل قتلي فبكاه وبكاني
إنّ للّيل دموعا لا تراها مقلتان
كنت حتى مع ضميري أمس في حلرب عوان
فانقضى عهد التجافي وأتى عهد التداني
خدّرت روحي فأمسى شأن جلّ الخلق شأني
لا أرى في خمر معنّى، ولكم فيها معاني
فكأني آله العاصر أو إحدى الأواني
لم يعد قلبي كالبرق شديد الخفقان
لم تعد نفسي كالنجمة ذات اللمعان
بتّ لا أبكي لمظلوم ولا حر مهان
لا ولا أحفل بالباكي ولو ذو صولجان
يا لآمالي الغوالي! يا لأحلامي الحسان!
طوت الغابة سري فانطوت معه الأماني
ضاع لما ضاع شيء من كياني بل كياني
في صباح مستطير كمصباح المهرجان
لبست فيه الروابي حلة من أرجوان
وتبدّى الغاب من أوراقه في طيلسان
ساقني روح خفي نحو ذيّاك المكان
فإذا بالسرّ أضحى زهرة من أقحوان