سألت ظبية ما هذا النحول

سألتْ ظبية ُ ما هذا النحولُ

​سألتْ ظبية ُ ما هذا النحولُ​ المؤلف مهيار الديلمي


سألتْ ظبيةُ ما هذا النحولُ
أسقامٌ باحَ أم همٌّ دخيلُ
أين ذاك الظاهرُ المالئ لل
عين والمخترطُ الرطبُ الصقيلُ
أهلالا بعد ما أقمر لي
أم قضيبا ومشى فيه الذبولُ
أنتِ والأيامُ ما أنكرته
وبلاءُ المرء يومٌ أو خليلُ
قتلتني وانبرت تسأل بي
أيها الناسُ لمن هذا القتيلُ
أشرُ الحسنِ وجنِّيُّ الصِّبا
شدَّ ما طاحت دماءٌ وعقولُ
أنا ذا لحمى أطعمتُ الهوى
فهيَ نفسي فوق أظفاري تسيلُ
حكمَ اللهُ على والي دمي
ولعيني ولقلبي ما أقولُ
وشى الواشي وفي تأميله
سفها أنِّي مع الغدر أميلُ
لُمْ وقلْ إني عدوّ كاشحٌ
ذابَ غيظا لا تقل إني عذولُ
لك ما رابك مني إنما
لمتَ في نفسي فهل منها بديلُ
وعلى الخيفِ أخٌ غيرك لي
يثمرُ الخلَّةَ حلواً ويحيلُ
شأنُ قلبينا إذا جدَّ الهوى
شأنُ قلبٍ وسبيلانا سبيلُ
نمتَ عنِّي ولديه لوعةٌ
يعرض الليلُ عليها ويطولُ
وعسى الأيام أن تبدلهُ
صبغةً تنصلُ أو لونا يحولُ
طبنَ والأزمانُ في إبّانها
آيةً والناسُ والدهرُ شكولُ
ردْ دنئ الورد أو متْ ظامئا
غيرُ شربيك الذي يرضى الغليلُ
واسأل الملحة واراها القذى
أين ذاك البابليّ السلسبيلُ
طيرَ بالودّ كما طار السَّفا
وعفا المجدُ كما تعفو الطلولُ
كنتُ أبكي قلَّة الناس فمن
لمناي اليومَ لو دام القليلُ
وأراني غدرُ من يألفني
أنه خيرُ خليليَّ الملولُ
ليت بالمولى الذي يظلمني
عارفا بي منصفي وهو جهولُ
أحملُ الطودَ وأعيا جلدي
اللسانُ السمحُ والكفُّ البخيلُ
قيل صبرا وانتظر إسفارها
يقبلُ المعرض أو يقضي المطولُ
قلتُ لم أجزع ولكن خطَّةٌ
قبحَ الصبرُ لها وهو جميلُ
خوَّفتني أن تجشَّمتُ الردى
قلتُ عيشي إنما الموتُ الخمولُ
يا بني دهري دهاني عندكم
هممٌ تعلو وحاجاتٌ نزولُ
خفِّفوا عن منكبي حملَ العلا
إنّ ما بينكمُ عبءٌ ثقيلُ
قد غبنتُ الفضلَ يوم ابتعته
فأقيلوني إني مستقيلُ
هل على بابِ الأحاظي آذنٌ
أم ألى جارى المقاديرِ رسولُ
فيرى منّى ومنها ساعةً
ظالمٌ يسمعُ أو شاكٍ يقولُ
يا بنيأيّوبَ حسبي بكمُ
أنتم الحاجةُ والناس الفضولُ
علِّلوني ببقاءِ مجدكمْ
إنما يلتمس البرءَ العليلُ
أنكرتني عن تقالٍ أسرتي
وتناءى الأهلُ عنّى والقبيلُ
ورمتني بيدِ الضيمِ على
ظهر تيهاءَ يصاديها الدليلُ
ولديكم مألفٌ معتلقٌ
بي وبشرٌ لا يغطَّى وقبولُ
وعهودٌ جددٌ مرعيَّةٌ
وعهودُ الناس أخلاقٌ سمولُ
كلّما أسحلَ ودّاً قدمٌ
عادَ حبلٌ مبرمٌ منها فتيلُ
بأبي طالبَ طالتْ نبعةٌ
عقَّها الماءُ فقالوا لا تطولُ
ربَّها بالجود حتى ساقها
شططُ الحاضن والفئ الظليلُ
الفتى كلُّ الفتى تخبرهُ
يوم يقسو البرُّ أو يجفو الوصولُ
وتخون العينُ غدرا أختها
ويدقُّ الرأيُّ والخطبُ جليلُ
من رجالٍ صان أعراضهمُ
زلقٌ بالعارِ عنها وزليلُ
منعوها بالندى أن تختلى
وهي إن طيفَ بها مرعىً وبيلُ
أبهمَ الناسُ ولاحت أنجما
غررُ السؤدد فيها والحجولُ
كلُّ آباءٍ له ما احتكم ال
شرفُ الفارعُ والبيتُ الأصيلُ
بكَ قامتْ للنّدى مسكته
وهو لولا الرمقُ النِّضوُ القتيلُ
ومشى الفضلُ الذي آويتهُ
رافلا في العزّ والفضلُ دليلُ
فابقَ للمجدِ الذي منك بدا
وإلى مغناك يُفضى ويؤولُ
وارتبط ناتجَ ما ألقحتهُ
كلَّ جرداءَ لها شوطٌ طويلُ
تطرحُ الريحَ على أعقابها
وتردُّ البرقَ والبرقُ كليلُ
دارها الأرضُ إذا ما اندفعتْ
بعيابِ الشكرِ تسري وتجولُ
كلّما طامنَ منها كفلٌ
مردفٌ أشرفَ هادٍ وتليلُ
فهي إمّا قيِّدتْ أو أطلقتْ
أطربَ السمعَ صليلٌ وصهيلُ
ولها إن لم تكن من لاحقٍ
أمّهاتٌ منجباتٌ وفحولُ
من بنات الفكر يغذوها الحجا
مرضعاتٍ وتربِّيها العقولُ
يقسم الرُّوَّاضُ أن قد كرمتْ
فارتبطها هكذا تبلى الخيولُ
يجنبُ النَّيروزُ منها تحفةً
ما لها في تحفِ الدنيا عديلُ