ساء بريا من البرايا

(حولت الصفحة من ساءَ بَريّاً من البرايا)

ساءَ بَريّاً من البرايا

​ساءَ بَريّاً من البرايا​ المؤلف أبوالعلاء المعري


ساءَ بَريّاً، من البرايا،
منْ لبسَ الدينَ سابريّا
إن كَسَرتَني يَد المَنايا،
فَما الأطبّاءُ جابريّا
أمَرْتَ بالغَدْرِ أُمَّ دَفْرٍ،
ولمْ أُطِعْ فيكَ آمريا
عَبْرتُ، في عيشةٍ، مَضيقاً،
فليوسِعِ الحفرَ قابريّا
مَفازةٌ ما الضِّبابُ فيها،
ولا عَقيلٌ بخافِريّا
ما أحوَجَتني إلى وُرودٍ،
لمّا سقَتْني الخُمارَ رِيّا
قد خبرَ اللَّهُ من ضميري،
ما لم يكنْ عندَ خابرِيّا
ولم يُطِلْ سامري حَديثي،
بل عشتُ في الدّهرِ سامريّا
لوْ عَلِمَ العاذِلونَ سِرّي،
لأصبَحَ القَومُ عاذرِيّا
يا أُمّتي اتّقوا شروراً
منّي، وبيتوا مُحاذِريّا
قامرَةٌ كُلَّنا اللّيالي،
فَما أُبالي بقامريّا
وارتَنيَ الأرضَ، فاهجروني،
لا يَرْهَبِ العَتْبَ هاجريّا
هل كَرِهَ القُرْبَ من عظامي،
أعظُمُ قومٍ مُجاوِرِيّا
ما بهَشوا بالسّلامِ نَحوي،
ولا أُراهُمْ مُحاوِرِيّا
غَنِيتُ عن زائرٍ مُلِمٍّ،
فليشَغَلِ الخَيرُ زائريّا
أزَيّلَ المُلكَ آلُ كِسَرى،
وصارَ بالشّامِ عامريّا؟