سبقت الورى مجدا يدوم بلا حد
سبقتَ الورى مجداً يدوم بلا حدَّ
سبقتَ الورى مجداً يدوم بلا حدَّ
فكان بلا قبلٍ ويبقى بلا بعدِ
خلقتَ كما شاءتْ نقيبتك التي
أتاها الندى كوني فكنت بلا ندّ
وجئتَ إلى الدنيا كما اشتهت العلى
تعيد من المعروف أضعاف ما تبدي
وتبسط أندى من أديم غمامة
بناناً يعلّمن الحيا كيف يستجدي
وفي الناس مَنْ يغدو به مستميحهُ
كمستقطرٍ ماءً من الحجر الصلد
فيا لابساً برد السيادة لا شذاً
من الفخر إلا وهو في ذلك البرد
فبوركتَ من فردٍ حوى الدهر كله
ببرد علاً منه طوى الناس في برد
زعيم النهى ما عطرت جيبها الصَبا
بأطيب نشراً من عبيرك والندّ
يقولون في الدنيا بنتْ دارَك العلى
فقلتُ بل الدنيا بها بُنيت عندي
كذبْنا فذا رضوانُ بشركَ مخبرٌ
يحدّث عنها أنها جنَّةُ الخلد
فمنكَ المزايا قد تقسَّمن فردَها
وأعجبُ شيءٍ قسمة الجوهر الفرد
ألستَ من القوم الذين وليدهم
يرشح طفلاً للعلى وهو في المهد
فما حضنوا إلا بحجر نقابةٍ
ولا رضعوا يوماً سوى حلم الرشد
فيا قمم الأعداء للإرض طأطئ
ويا عينهم عودي من الجفن في غمد
نضا الله في كف النقابة سيفها
وقال احتكمْ ما شئت يا فاصل الحد
وهاتيك أبصارَ العدى وقلوبها
فدونك ما تختاره من ذوي الحقد
ومما يعيرُ الأرض فخراً على السما
ويبهي الحصا فيها على أنجم
بيوتٌ بها قد أودع اللهُ منكم
أطائب ما استصفاه من عترة المجد
لكم أذنَ الله العظيم برفعها
وأنتم مصابيحٌ بها الناس تستهدي
لوجهك قد صلى بها المدح والثنا
لأنك فيها قبلةُ الشكر والحمد