سحابك في السماح لها انسجام

سَحابُكَ في السَّماحِ لها انسجامُ

​سَحابُكَ في السَّماحِ لها انسجامُ​ المؤلف السري الرفاء


سَحابُكَ في السَّماحِ لها انسجامُ
و نارُكَ في العَدُوِّ لها ضِرامُ
و صَوبُ يَديكَ ما جَرَتَا حياةٌ
تَعُمُّ بها البَرِيَّةَأو حِمامُ
فمِن يُسراكَ تَنْهَلُّ المَنايا
و من يُمناكَ تَنْهَلُّ الغَمامُ
عَهِدْنا مِنْكَ ذا نِقَمٍ ولكنْ
كَرُمْتَففيكَ نُعمى وانتقامُ
إذا ما اشتدَّ بأسُ اللّهِ يوما
على قوم فأنت له حُسامُ
رَمى بكَ شامخاتِ الرّومِ عَزْمٌ
هو الإصباحُ ما عَنَّ الظَّلامُ
فجُستَ خِلالَها بمسوَّماتٍ
يَشُقُّ على الجنائبِ ما تُسامُ
و قد كانتْ لهم عِصَماًفأَضحَتْ
و ليسَ بهنّ للعُصمِ اعتصامُ
نَظَرَتْ إلى الحُصونِ بهافخرَّتْ
كما خَرَّتْ لتقويضٍ خِيامُ
ولمّا أسهَلَتْ بكَ طالعاتٍ
أعِنَّتُها كما انقَضَّ الحِمامُ
و قد كانَتْ مَوضَّحةًفغطَّى
على أوضاحِها الدَّمُ والقَتامُ
نَثرْتَ على الخليجِ الهامِحتّى
كأنَّ حَصى الخليجِ طُلىً وهامُ
عُلا بَعُدَتْ مسافَتُهاو مَجْدٌ
تَعالَى أن يَهُمَّ بهِ هُمامُ
و آثارٌ تَمُرُّ بها اللَّيالي
و هُنَّ على جِباهِ الدَّهْرِ شامُ
لأغلبَعامُه في السِّلْمِ يَومٌ
و لكنْ يَومُه في الحَربِ عامُ
يُضِيعُ الحَزمَ مَن ناواهُحتَّى
يَبيتَو ما يُشَدُّ له حِزامُ
و أرَّقَهوَ بَادَرَ في سُراه
إليهفما يُنيمُو لا يَنامُ
حلَفْتَ بما بَنَتْهُ لكَ العَوالي
منَ الشَّرَفِ الذي لا يُستَضامُ
و بارِقَتَيْنِ في يُمناكَهذي
تُشامُ حَياًو هذي لا تُشامُ
لتَختَرِمَنَّ سائمةَ الأعادي
بأَرْوَعَ لا يُراعُ له سَوامُ
يُهَجِّرُو الرِّماحُ عليه ظِلٌّ
ويُسفِرُ والعَجاجُ له لِثامُ
وذي لَجَبٍ تَضِلُّ البيدُ فيه
وتُفتَقَدُ الضَّحاضحُ والإكامُ
نأَتْ أقطارُه فالأَرضُ تُخْفي
جُموعاً والسَّماءُ له نَعامُ
كتائبُ للقَنافيها اشتجارٌ
و للرّاياتِ والرّيحِ اختصامُ
أَسَيفَ اللّهِ أنتَ الناسُ طُرّاً
لِراجي العُرْفِو الدّنيا شآمُ
أَقَمْنا لا نَريمُو سالَمَتْنا
بساحَتِكَ الخطوبُفما نُرامُ
فكلُّ زَمانِنا أبداً ربيعٌ؛
و كلُّ شُهورِنا الشَّهرُ الحَرامُ
فِداؤُكَ مَنْ مَناقِبُهُ نُجومٌ
تَلوحُو مَنْ مَواهِبُهُ جِسامُ
إذا ما كنتَ أكرمَ مَنْ علَيْها
فكيفَ أقولُ تَفديكَ اللِّئامُ
و قد طلبَ الملوكُ مَداكَ شأواً
فَخَاموا عن مَداكَو هم كِرامُ
عَلامَ حرَمْتَني إنشادَ شِعْري
لديكَ وقد تَناشَدَه الأنامُ
و لي فيكَ التي تُلغي القوافي
إذا ذُكِرَتْو يُمتَهَنُ الكَلامُ
تُقَصِّرُ عن مَداها الرِّيحُ جَرْياً
و تَعْجَزُ عن مواقِعِها السِّهامُ
تَناهَبَ حُسنَها شادٍ وحادٍ
تُحَثُّ بها المَطايا والمُدامُ
لكَ النِّعَمُ التي جَلَّتْو لكن
دنُوّي منك والقٌربُ التَّمامُ
و تَشريفي القيامُ إزاءَ مَلْكٍ
ملوكُ العالَمِينَ له قِيامُ
و إحضاريإذا حَبَّرْتُ شِعْراً
لتسمعَ ما أُحَبِّرُو السَّلامُ