سفرت وريعان التبلج مسفر

سفرت وريعان التبلج مسفر

​سفرت وريعان التبلج مسفر​ المؤلف ابن الزقاق البلنسي


سفرت وريعان التبلج مسفر
فلم أدرِ أيهما الصباحُ الأنوَرُ
وتنفستْ وقد استحرَّ تنفُّسي
فوَشى بذاكَ الندِّ هذا المجمر
مقصورة بيضاء دون قبابها
هنديَّةٌ وأسنَّةٌ وَسَنَوَّر
وسوابح خاضت بها البهم الوغى
لما طَمى بَحْرُ الحديدِ الأخضر
في مأزق يلتاح فيه للظبا
بَرْقٌ وينشأُ للعجاج كنَهْوَرَ
يرمي الفوارس بالفوارس والقنا
تخفو هنالك والقنابل ضمورُ
يا ربة الخدر الممنّع والتي
أسرت فنمّ على سراها العنبر
ما هذه الجرد العتاق وهذه السم
ر الرقاق وذا القنا المتأطر
أو ما كفتكِ معاطفٌ ومراشفٌ
وسوالف كل بهن معفر
لا تشرعي طرف السنان لمغرم
مثلي فحسبك منه طرف أحور
سأقيم عذر السمهري فأنما
تدمي لحاظك لا الوشيج الأسمر
ولأن حشت زرق الأسنة بعدها
طَعْناً حشايَ فميتةٌ تتكرَّر
يقظانُ مقتبلُ الشبابِ ورأيُهُ
عن بعضِ إبرامِ الكهولِ معبّر
لو كنت شاهد فضله لملمة
لم تدر هل يجلو ضحى أم يفكر
فبعثتُ من حَوكي إليكَ بخلعةٍ
تَبْلَى الليالي دونها والأعْصُرُ
فلتلبسْن منها أجلَّ مُفَاضَةٍ
لكنَّ لابسها أجلُّ وأخطر
ولترق في فلك السماء بحيث لا
يسطيع أنْ يَرْقَى شهابٌ نيِّر