سقاها الحيا من أربع وطلول

سَقَاهَا الحيَا مِنْ أَرْبُعٍ وَطُلُولِ

​سَقَاهَا الحيَا مِنْ أَرْبُعٍ وَطُلُولِ​ المؤلف سبط ابن التعاويذي


سَقَاهَا الحيَا مِنْ أَرْبُعٍ وَطُلُولِ
حَكَتْ دَنَفِي مِنْ بَعْدِهِمْ وَنُحُولِي
ضَمِنْتُ لَهَا أَجْفَانَ عَيْنٍ قَرِيحَةٍ
منَ الدمعِ مِدْرارِ الشؤونِ هَمُولِ
لَئِنْ حَالَ رَسْمُ الدَّارِ عَمَّا عَهِدتُّهُ
فَعَهْدُ الْهَوَى فِي الْقَلْبِ غَيْرُ مُحِيلِ
خَلِيلَيَّ قَدْ هَاجَ الْغَرَامَ وَشَاقَنِي
سَنا بارقٍ بالأَجْرَعَيْنِ كَليلِ
وَوَكَّلَ طَرْفِي بِالسُّهَادِ تَنَظُّرِي
قَضَاءَ مَلِيٍّ بِالدُّيُونِ مَطُولِ
إذَا قُلْتُ قَدْ أَنْحَلْتِ جِسْمِي صَبَابَةً
تَقُولُ وَهَلْ حُبٌّ بِغَيْرِ نُحُولِ
وإنْ قلتُ دَمعي بالأسى فيكِ شاهدٌ
تقولُ شُهودُ الدمعِ غيرُ عُدولِ
فَلاَ تَعْذُلاَنِي إنْ بَكَيْتُ صَبَابَةً
على ناقضٍ عهدَ الوفاءِ مَلُولِ
فأبرحُ ما يُمنى بهِ الصَّبُّ في الهوى
مَلالُ حبيبٍ أو مَلامُ عَذُولِ
وَدُونَ الْكَثِيبِ الْفَرْدِ بِيضُ عَقَائِلٍ
لَعِبْنَ بِأَهْوَاءٍ لَنَا وَعُقُولِ
غَدَاةَ کلْتَقَتْ أَلْحَاظُنَا وَقُلُوبُنَا
فَلَمْ تَخْلُ إلاَّ عَنْ دَمٍ وَقَتِيلِ
ألا حبّذا وادي الأَراكِ وقد وشَتْ
برَيّاكَ رِيحاً شَمْأَلٍ وقَبُولِ
وَفِي أَبْرَدَيْهِ كُلَّمَا کعْتَلَتِ الصَّبَا
شفاءُ فؤادٍ بالغرامِ عليلِ
دَعَوْتُ سُلُوًّا فِيكَ غَيْرَ مُسَاعِدٍ
وحاولتُ صبراً عنكَ غيرَ جميلِ
تَعَرَّفْتُ أَسْبَابَ الْهَوَى وَحَمَلْتُهُ
عَلَى كَاهِلٍ لِلنَّائِبَاتِ حَمُولِ
فَلَمْ أَحْظَ مِنْ حُبِّ الْغَوَانِي بِطَائِلٍ
سوى رَعْيِ ليلٍ بالغرامِ طويلِ
أما تسأمُ الأيامُ ظُلمي فتنْقَضي
حقودٌ تراءَتْ بيننا وذُحولُ
تلقَّيْتُ منها كلَّ بُؤسٍ ونِعمةٍ
وَصَاحَبْتُ فِي الْحَالَيْنِ غَيْرَ قَلِيلِ
فَلَمْ يَرْتَبِطْ حَبْلِي بِغَيْرِ مُصَارِمٍ
ولا اعْتلقَتْ كفِّي بغيرِ بخيلِ
أُضَمِّنُ شَكوايَ القوافي تَعِلّةً
وَقَدْ صُنْتُهَا عَنْ صَاحِبٍ وَخَلِيلِ
مُقيماً وجُردُ الخيلِ ترقُبُ نهضَتي
فَشُوسُ الْمَطَايَا يَقْتَضِينَ رَحِيلِي
وَلَيْسَ کحْتِمَالِي لِلأَذَى أَنَّ غَايَةً
يُقَصِّرُ وَخْدي دونَها وذَميلي
إلَى كَمْ تُمَنِّينِي اللَّيَالِي بِمَاجِدٍ
رَزينٍ وقارِ الحِلمِ غيرِ عَجولِ
أهُزُّ اختيالاً في ذُراهُ معاطفي
وَأَسْحَبُ تِيهاً فِي ذَرَاهُ ذُيُولِي
لَقَدْ طَالَ عَهْدِي بِالنَّوَالِ وَإنَّنِي
لَصَبٌّ إلَى تَقْبِيلِ كَفِّ مُنِيلِ
وَإنَّ نَدَى يَحْيَى الْوَزِيرِ لَكَافِلٌ
بِهَا لِي وَعَوْنُ الدِّينِ خَيْرُ كَفِيلِ
هو المرءُ لا يَنفَكُّ صدرَ وِسادةٍ
لِفَصْلِ الْقَضَايَا أَوْ إمَامَ رَعِيلِ
جَوادٌ يَبيتُ الوفدُ حولَ فِنائِهِ
بأكرمَ مَثوىً عندَهُ ومَقيلِ
إذا فُلَّتِ البِيضُ الرِّقاقُ وجدتَهُ
أخا عزَماتٍ غيرِ ذاتِ فُلولِ
وتَعنو لهُ الحربُ العَوانُ لطولِ ما
تَحَطَّمَ فِيهَا مِنْ قَناً وَنُصُولِ
أَشَمُّ هُبَيْرِيُّ الْمَنَاسِبِ يَعْتَزِي
إلَى خَيْرِ بَيْتٍ فِي أَعَزِّ قَبِيلِ
مِنَ الْقَوْمِ لاَ رَاجِي نَدَاهُمْ بِخَائِبٍ
وَلاَ الْجَارُ فِي أَبْيَاتِهِمْ بِذَلِيلِ
إذا استُصرِخوا شَنُّوا فُضولَ دروعِهمْ
على غُرَرٍ وَضّاحةٍ وحُجولِ
فإنْ رُفِعَتْ للحربِ والجدْبِ رايةٌ
رَمَوْهَا بِأُسْدٍ مِنْهُمُ وَشُبُولِ
ثِقَالٌ عَلَى الأَعْدَاءِ لاَ يَسْتَخِفُّهُمْ
نَوَازِلُ خَطْبٍ لِلزَّمَانِ ثَقِيلِ
تُرَاعُ صُدُورُ الْخَيْلِ وَاللَّيْلِ مِنْهُمُ
بفتيانِ صدقٍ رُجَّحٍ وكُهولِ
فَضَلْتَ بصِيتٍ سارَ في الأرضِ ذِكرُهُ
وَمَجْدٍ مُنِيفٍ فِي السَّمَاءِ أَثِيلِ
وَرَأْيٍ كَصَدْرِ السَّمْهَرِيِّ مُثَقَّفٍ
وعزمٍ كمَتنِ المَشْرَفِيِّ صَقيلِ
تَخافُكَ أطرافُ القَنا فاهتِزازُها
مِنَ الذُّعْرِ لاَ مِنْ دِقَّةٍ وَذُبُولِ
وَمُعْتَرِكٍ ضَنْكِ الْمَجَالِ وَمَوْقِفٍ
زَليقٍ بأقدامِ الكُماةِ زَليلِ
صَلِيتَ لَظاهُ باردَ القلبِ وادِعاً
كأنّكَ منهُ في حِمىً ومَقيلِ
وَقَتْكَ الرِّقَاقُ الْبِيضُ لَفْحَ أُوَارِهِ
وَيَا رُبَّ ظِلٍّ لِلسُّيُوفِ ظَلِيلِ
وَأَجْرَيْتَهَا قُبَّ الْبُطُونِ كَأَنَّهَا
تَدافُعُ سَيلٍ في قَرارِ مَسيلِ
فما اعتصَمَتْ منكَ الوعولُ بقُلّةٍ
وَلاَ کمْتَنَعَتْ مِنْكَ الأُسُودُ بِغِيلِ
وَسُقْتَ الْعِدَى سَوْقَ الرِّعَاءِ ظَوَامِئَاً
لِوِرْدٍ مِنَ الْمَوْتِ الزُّؤَامِ وَبِيلِ
فَكُلُّ أَبِيٍّ فِي مَقَادَةِ مُصْحِبٍ
وكلُّ حَرُونٍ في زِمامِ ذَلولِ
فلمْ يبقَ حَيٌّ منهمُ غيرُ مُوثَقٍ
وَلاَ مُطْلَقُ الْكَفَّيْنِ غَيْرُ قَتِيلِ
فَمِنْ حُرِّ وَجْهٍ بِالصَّعِيدِ مُعَفَّرٍ
وَطَرْفٍ كَحِيلٍ بِالتُّرَابِ كَحِيلِ
دَعَوْتُكَ فِي الَّلأْوَاءِ يَا کبْنَ مُحَمَّدٍ
لِنَصْرِيَ وَکسْتَنْجَدتُّ غَيْرَ خَذُولِ
فَمَا أَوْضَعَتْ إلاَّ إلَيْكَ رَكَائِبِي
وَلاَ وُضِعَتْ إلاَّ لَدَيْكَ حُمُولِي
عدَلْتُ بها عن قائلٍ غيرِ فاعلٍ
إلى رَبِّ جُودٍ قائلٍ وفَعولِ
كثيرٍ إذا قَلَّ الحِباءُ حِباؤُهُ
وَفِيٍّ إذَا عَزَّ الْوَفَاءُ وَصُولِ
إلى بحرِ جُودٍ بالمواهبِ مُزبِدٍ
وصَوبِ حَيَاً بالمَكرُماتِ هَطُولِ
وَإنِّيَ يَا تَاجَ الْمُلُوكِ لَوَاثِقٌ
بسَيْبِ عطاءٍ من نَداكَ جَزيلِ
وها أنا قد حَمَّلْتُ مَدحَكَ حاجَتي
وَحَسْبُكَ فَکنْظُرْ مَنْ جَعَلْتُ رَسُولِي