سقى الله عهدا بالحمى قد تقدما
سقى الله عهداً بالحمى قَد تقدَّما
سقى الله عهداً بالحمى قَد تقدَّما
وعَيشاً تقضّى ما أَلذَّ وأنعما
تعاطيتُ فيه الراح تمزج باللمى
وعفراء سكرى المقلتين كأنّما
لهوتُ بها والدهر مستعذب الجنى
ونلتُ كما أهوى بوصلي لها المنى
ولم أنسها كالغصن إذ مال وانثنى
تمرُّ مع الأتراب بالخَيف من مِنى
وبيضٍ عذارى من لؤيٍّ وغالب
كواعبَ أترابٍ فيا للكواعب
تخطِّينَ في أبهى خطاً متقارب
وَعَفَّين آثار الخُطا بذوائبِ
إذا نظرتْ سلَّت بألحاظها الظبا
وإنْ خَطَرت كانت كما خطر القنا
فما نظرَتْ إلاَّ بأبيض يُنتضى
ولا خَطَرَتْ إلاَّ وتذكّرتُ في الوغى
كأنّي بها ما بين أختٍ وضرّةٍ
إليَّ بأسرار الغرام أسرَّتِ
أضميتْ كضيمي بين قومي وأسرتي
ومِن ضَيْمها كادَت تبيحُ طمرَّتي
أمضَّ هواها في فؤادي وما حوى
سوى حبّها حتى أليم فما ارعوى
وقد سألتْ عمَّا ألاقي من الجوى
فَرُحْتُ إليها أشتكي مضض الهوى
رَأَتْ فَتَياتُ الحيّ عَيني وَوَبْلَها
فأكثرنَ بالتأنيب إذ ذاك عذلها
فَرُحْتُ وقَد أجْرَت لها العينُ سَيلَها
وجاراتها راحتْ مؤنِّبة لها
أَهيمُ بمرآها وحسن قوامها
وإنّي لمعذورٌ بمثل هيامها
وكم ليلةٍ قد بِتُّ جنح ظلامها
يسامرني طول الدجى من غرامها
إذا قربتْ من ناظري أو تأخَّرتْ
ففي صورة الشمس المنيرة صوِّرتْ
متى أسفرتْ عن وجهها أو تستَّرتْ
على قربها منّي إذا هي أسفرتْ
لها مقلةٌ كالمشرفيِّ شباتُها
لعقيدة صَبري أوهَنَتْ نفثاتُها
إذا ما رَنَتْ أو رُتّلت كلماتها
لرقّةِ سحري تنتمي لحاظاتها