سكران باللحظ صاح

سكران باللحظ صاح

​سكران باللحظ صاح​ المؤلف عماد الدين الأصبهاني


سكران باللحظ صاح
نشوان من غير راح
بوجنة الورد يفتر
عن ثنايا الأقاح
وقامة الغصن يهتز
في مراح المراح
وعارض المسك مثل السماء
فوق الصباح
نم العذار عليه
فتم فيه افتضاحي
ورد الحياء جني
في ذلك التفاح
والريق كالراح شجت
بعذب ماء قراح
من كأس فيه اغتباقي
منعما وأصطباحي
وفي الأمور اختتامي
على اسمه وافتتاحي
أهوى طلوع صباحي
على وجوه صباح
ولثم أحور أحوى
وضم رود رداح
وري قلبي الصدي من
عناق ظامي الوشاح
وفتنتي من عيون
حور مراض صحاح
يا صاح إني نزيف
سكرا وإنك صاح
وبرح وجدي مقيم
فما له من براح
دعني فما أنت يوما
مؤاخذ بجناح
وما أطعت غرامي
حتى عصيت اللواحي
وفى الحبيب وتمت
بوصله أفراحي
وزاد قدحي ودارت
بمنيتي أقداحي
أعطى الكؤوس ملاء
على أكف الملاح
ورضت بالصبر دهري
وكان صعب الجماح
قد استقرت أموري
فيه بحسب اقتراحي
كما استقر صلاح الدنيا
بملك الصلاح
تنير شمس مساعيه
من سماء الصباح
وأمره مستفاد
من القضاء المتاح
ذو المفخر المتعالي
والنائل المستماح
وللحقيقة حام
وللدنية ماح
غيث السماحة طود الوقار
ليث الكفاح
صدر بجدواه صدري
مذ لم يزل في انشراح
من قدح زند الأماني
به وقود القداح
أملته لملمي
فلاح وجه فلاحي
آمالنا بلهاه الأجسام
بالأرواح
ندى كريم حيي
وبأس ذمر وقاح
يفديك أهل اجتراء
على ركوب اجتراح
بالمال غير كرام
بالعرض غير شحاح
رأيت صون المعالي
في بذل مال مباح
إن طال ليل ملم
وافيت بالإصباح
مليت يوسف مصرا
جدا بغير مزاح
ملكا بغير انتزاع
عزا بغير انتزاح
يا من أياديه تبدي
بالحصر عي الفصاح
عدوه في اتضاع
ومجده في اتضاح
صريح مدحي لعلياك
عن ولاء صراح
بقيد شكري عطياك
مطلقات السراح