سمعت صوتك والهتاف ينقله

سمعتُ صوتك والهتاف ينقله

​سمعتُ صوتك والهتاف ينقله​ المؤلف زكي مبارك


سمعتُ صوتك والهتاف ينقله
إلى سرائر روحي قبل آذاني
صوتٌ كلحن المنى في مهجت طمعت
في أن يعود إليها روحها العاني
أأنت تسأل عمن أنت تحسبني
نسيت صوتاً جفاني منذ أزمان
لو كنت في عالم الأموات ثم شدا
بغامك العذبُ في روحي لأحياني
وعدت في الأحد الآتي بسانحة
من نور عطفك تذكى نار أشجاني
ما ذلك الأحد الآتي وما غده
سوفت سوفت في ميعاد لقياني
تعالى قبل ثوان كي تغيث فتى
يسوقه لرداه دمعه القاني
مضت أسابيع والدنيا وإن رحبت
كانت لبعدك سجنى ثم سجاني
لو طاب لي فضح أمري في محبتكم
لما استبحتم برغم الشوق هجراني
أنتم أمنتم فجافيتم وكان لكم
أن تحفظوا لي جميل وهو كتماني
لو يسأل اللَه عن سرى بخلت به
واخترت في أمره بالجهر عصياني
وكيف أفضح أسراري لطاعته
وهو الذي بصيان السر أوصاني
يكاد عقلي يرى في الحب وهو جوى
كوقدة النار في آجام كثبان
يكاد عقلي يرى فيه موازنةً
من بارىءٍ هندسيّ الفكر فنان
الحب كالنار مخلوقٌ بحكمته
وكل إبداعه يلقى بميزان
الماء والنار أمواجٌ مكهربة
وإن تشأ فهما في الحق ناران
فقد رأيت شرار النار ملتهباً
بمسقط الماء من خزان أسوان
سبحان من أبدع الدنيا وصورها
سفرا يؤلّف من ماء ونيران
الخد وهو رقيقٌ لونه شررٌ
يزلزل القلب من ركن لأركان
والعين إنسانها إن رمت رؤيته
أو هي من الصدق في آفاق بهتان
لكنه يلمح الأكوان قاطبةً
لمح البصير بها من بعد عرفان
ما السحر في العين ما أسباب فتنته
لكل صب بخمر الحسن نشوان
إنسان عينك يا محبوب أفهمني
ما للدقائق من قدر وسلطان
لو أن لي ملك مصر واستضفت له
ممالك الأرض من روس ويابان
لكان ما أشتهى أن أستبدّ به
إنسان عينك يا إنسان إنساي