سنحت في السرب من حور الجنان
سنحتْ في السربِ من حُورِ الجنانْ
سنحتْ في السربِ من حُورِ الجنانْ
ظبيةٌ تبسم عن سِمطي جُمانْ
وكأنَّ العَيْنَ منها تجتلي
بَرداً، للبرق فيه لَمعانْ
بنتِ سبعٍ وثمانٍ وَجَدَتْ
عُمُرِي ضَرْبَكَ سبعاً في ثمان
في شبابٍ بهِجٍ وفّى لها
وثنى ريعانَهُ عنّي فخان
يستبي النَّاسكَ منها ناظرٌ
ساحرُ الطّرفِ عليلُ اللّحظان
وأثيثٌ ذو عقاصٍ غيّمَتْ
فيه للمندل أنفاسُ دخان
يا لها من جنّةٍ رمّانُها
ما دَرَتْ ما لمسهُ راحةُ جانْ
يا عليلَ القلب كم ذا تشتهي
سوسنَ النحرِ وعُنّابَ البنان
وأوانُ الهجرِ لا يُجْنَى بهِ
ثَمَرٌ كان لها الوَصْلُ أوان
إذ شَبابي غَضةٌ أوراقُهُ
وحديثي تُحَفٌ بين الحسان
وقطوفُ اللهو من قاطفها
دانياتٌ ببنيّاتِ الدّنان
كلّ عذراء عجوز قد علا
رأسَها في الدنّ شيبُ القُمُّحان
وكأنَّ الكفّ من حُمرَتِها
غُمستْ أنملها في الأرجوان
صَرْفُها يقسو فيبدي غضباً
فإذا أرْضَيْتَهُ بالمزْجِ لان
رَبّةَ القُرْطِ الذي أحسبه
راشَ للقلب جناحَ الخفقان
إنْ يكن سحركِ قد خُصّ به
لحظُ طرفٍ منك أو لفظُ لسان
فعليٌّ بأسهُ خُصّ بهِ
حدُّ سيفٍ منه أو حدُّ سنان
منعم تهوى القوافي مدحهُ
أوَمَا ناظِمُ مَعناها مُعان
معرقٌ في المجد من آبائه
أسُدِ الرّوع وأملاكِ الزمان
جلّ مِنْ شبلٍ أبوه قَسْوَر،
بَطَلُ الحرْبِ بكفّيهِ جبان
إنْ تلا يحيى عليٌّ في العلى
فبِما دانَ من الإحسان دان
كلَّ يومٍ في المعاني قدرهُ
بسماءِ الملك ينمي للعيانْ
وهلالٌ أوّلُ البدرِ الّذِي
يَرْتَدي بالنور منه الأفقان
كم طريدٍ مُستقرٍ عنده
من حرورِ الخوفِ في ظلّ أمانْ
وفقيرٍ مُعْسِرٍ قد صانَهُ
من مهين الفقر بالمال المهان
كان في غير حماه غرضاً
لِسِهامٍ فُوّقَتْ بالحدثان
في جفافِ العُدمِ حتى غرفَتْ
من يديه في الغنى منه يدان
يشتري بالحمد فقراً كيف لا
يُشترى باقٍ مع الدّهرِ بفان
جادَ حتى قيل هلْ أمواله
عند أهل القصد في صَوْن اختزان
وإذا الهيجاءُ شبّتْ نارُها
بالرقاق البيض والسُّمر اللدان
وأثارتْ شُزَّبُ الجُرْدِ بها
عِثْيراً يسودّ منه الخافقان
فكأنّ الليلَ مما أظلمتْ
جُنّ أو ألقى على الأرض جِران
صادَ بالبأس عليٌّ صِيدَهَا
وثنى منها عن النصر عِنان
بيمينٍ صَيّرَتْ خاتمها
تاجُ عَضبٍ يقطفُ الهامَ يمانْ
وكأنَّ اللّيثُ من صَعْدَتِهِ
بفؤادِ الذِّمْرِ يعني أفعوان
يسرق المهجةَ من عاملهِ
في أضاةِ الدرع للنار لسان
لست أدري أدَمٌ في رمحه
مِنْ جنان الدهر أم ورد الجنان
يا ابن يحيى أنتَ ذو الطَّوْل الذي
أوّلٌ نائله، والبحر ثانْ
فابقَ للمعروف في العزِّ وَدُمْ
من علوّ القدر في أعلى مكان
وعلى وجهك للبِشرِ سنا
وعلى قَصدكَ للنجمِ ضمان