سنن ابن ماجة/كتاب الفتن/1

ملاحظات: كتاب الفتن (الحديث 4061 - 4091)




باب الكف عمن قال لا إله إلا الله

4061 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، وحفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله ـ ـ " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل ".

4062 - حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال قال رسول الله ـ ـ " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ".

4063 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن النعمان بن سالم، أن عمرو بن أوس، أخبره أن أباه أوسا أخبره قال إنا لقعود عند النبي ـ ـ وهو يقص علينا ويذكرنا إذ أتاه رجل فساره فقال النبي ـ ـ " اذهبوا به فاقتلوه ". فلما ولى الرجل دعاه رسول الله ـ ـ فقال " هل تشهد أن لا إله إلا الله ". قال نعم قال " اذهبوا فخلوا سبيله فإنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا فعلوا ذلك حرم على دماؤهم وأموالهم ".

4064 - حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا علي بن مسهر، عن عاصم، عن السميط بن السمير، عن عمران بن الحصين، قال أتى نافع بن الأزرق وأصحابه فقالوا هلكت يا عمران. قال ما هلكت. قالوا بلى. قال ما الذي أهلكني قالوا قال الله {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}. قال قد قاتلناهم حتى نفيناهم فكان الدين كله لله إن شئتم حدثتكم حديثا سمعته من رسول الله ـ ـ. قالوا وأنت سمعته من رسول الله ـ ـ. قال نعم شهدت رسول الله ـ ـ وقد بعث جيشا من المسلمين إلى المشركين فلما لقوهم قاتلوهم قتالا شديدا فمنحوهم أكتافهم فحمل رجل من لحمتي على رجل من المشركين بالرمح فلما غشيه قال أشهد أن لا إله إلا الله إني مسلم فطعنه فقتله فأتى رسول الله ـ ـ فقال يا رسول الله هلكت قال " وما الذي صنعت ". مرة أو مرتين فأخبره بالذي صنع فقال له رسول الله ـ ـ " فهلا شققت عن بطنه فعلمت ما في قلبه ". قال يا رسول الله لو شققت بطنه أكنت أعلم ما في قلبه قال " فلا أنت قبلت ما تكلم به ولا أنت تعلم ما في قلبه ". قال فسكت عنه رسول الله ـ ـ فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات فدفناه فأصبح على ظهر الأرض فقالوا لعل عدوا نبشه فدفناه ثم أمرنا غلماننا يحرسونه فأصبح على ظهر الأرض فقلنا لعل الغلمان نعسوا فدفناه ثم حرسناه بأنفسنا فأصبح على ظهر الأرض فألقيناه في بعض تلك الشعاب.

4065 - حدثنا إسماعيل بن حفص الأبلي، حدثنا حفص بن غياث، عن عاصم، عن السميط، عن عمران بن الحصين، قال بعثنا رسول الله ـ ـ في سرية فحمل رجل من المسلمين على رجل من المشركين فذكر الحديث وزاد فيه فنبذته الأرض فأخبر النبي ـ ـ وقال " إن الأرض لتقبل من هو أشر منه ولكن الله أحب أن يريكم تعظيم حرمة لا إله إلا الله ".

باب حرمة دم المؤمن وماله

4066 - حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال قال رسول الله ـ ـ في حجة الوداع " ألا إن أحرم الأيام يومكم هذا ألا وإن أحرم الشهور شهركم هذا ألا وإن أحرم البلد بلدكم هذا ألا وإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت ". قالوا نعم. قال " اللهم اشهد ".

4067 - حدثنا أبو القاسم بن أبي ضمرة، نصر بن محمد بن سليمان الحمصي حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن أبي قيس النصري، حدثنا عبد الله بن عمر، قال رأيت رسول الله ـ ـ يطوف بالكعبة ويقول " ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيرا ".

4068 - حدثنا بكر بن عبد الوهاب، حدثنا عبد الله بن نافع، ويونس بن يحيى، جميعا عن داود بن قيس، عن أبي سعيد، مولى عبد الله بن عامر بن كريز عن أبي هريرة، أن رسول الله ـ ـ قال " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ".

4069 - حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، عن أبي هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، أن فضالة بن عبيد، حدثه أن النبي ـ ـ قال " المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب ".

باب النهى عن النهبة

4070 - حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، قالا حدثنا أبو عاصم، حدثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال قال رسول الله ـ ـ " من انتهب نهبة مشهورة فليس منا ".

4071 - حدثنا عيسى بن حماد، أنبأنا الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة، أن رسول الله ـ ـ قال " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ".

4072 - حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا حميد، حدثنا الحسن، عن عمران بن الحصين، أن رسول الله ـ ـ قال " من انتهب نهبة فليس منا ".

4073 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن ثعلبة بن الحكم، قال أصبنا غنما للعدو فانتهبناها فنصبنا قدورنا فمر النبي ـ ـ بالقدور فأمر بها فأكفئت ثم قال " إن النهبة لا تحل ".

باب سباب المسلم فسوق وقتاله كفر

4074 - حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود، قال قال رسول الله ـ ـ " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ".

4075 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن الحسن الأسدي، حدثنا أبو هلال، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي ـ ـ قال " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ".

4076 - حدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن محمد بن سعد، عن سعد، قال قال رسول الله ـ ـ " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ".

باب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

4077 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي، قالا حدثنا شعبة، عن علي بن مدرك، قال سمعت أبا زرعة بن عمرو بن جرير، يحدث عن جرير بن عبد الله، أن رسول الله ـ ـ قال في حجة الوداع " استنصت الناس ". فقال " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ".

4078 - حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا الوليد بن مسلم، أخبرني عمر بن محمد، عن أبيه، عن ابن عمر، أن رسول الله ـ ـ قال " ويحكم - أو ويلكم - لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ".

4079 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي ومحمد بن بشر، قالا حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن الصنابح الأحمسي، قال قال رسول الله ـ ـ " ألا إني فرطكم على الحوض وإني مكاثر بكم الأمم فلا تقتتلن بعدي ".

باب المسلمون في ذمة الله عز وجل

4080 - حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، حدثنا أحمد بن خالد الوهبي، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن سعد بن إبراهيم، عن حابس اليماني، عن أبي بكر الصديق، قال قال رسول الله ـ ـ " من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا تخفروا الله في عهده فمن قتله طلبه الله حتى يكبه في النار على وجهه ".

4081 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا أشعث، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، عن النبي ـ ـ قال " من صلى الصبح فهو في ذمة الله عز وجل ".

4082 - حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو المهزم، يزيد بن سفيان سمعت أبا هريرة، يقول قال رسول الله ـ ـ " المؤمن أكرم على الله عز وجل من بعض ملائكته ".

باب العصبية

4083 - حدثنا بشر بن هلال الصواف، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، حدثنا أيوب، عن غيلان بن جرير، عن زياد بن رياح، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله ـ ـ " من قاتل تحت راية عمية يدعو إلى عصبية أو يغضب لعصبية فقتلته جاهلية ".

4084 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زياد بن الربيع اليحمدي، عن عباد بن كثير الشامي، عن امرأة، منهم يقال لها فسيلة قالت سمعت أبي يقول، سألت النبي ـ ـ فقلت يا رسول الله أمن العصبية أن يحب الرجل قومه قال " لا ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم ".

باب السواد الأعظم

4085 - حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا معان بن رفاعة السلامي، حدثني أبو خلف الأعمى، قال سمعت أنس بن مالك، يقول سمعت رسول الله ـ ـ يقول " إن أمتي لن تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم ".

باب ما يكون من الفتن

4086 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن محمد، قالا حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن رجاء الأنصاري، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن معاذ بن جبل، قال صلى رسول الله ـ ـ يوما صلاة فأطال فيها فلما انصرف قلنا - أو قالوا - يا رسول الله أطلت اليوم الصلاة قال " إني صليت صلاة رغبة ورهبة سألت الله عز وجل لأمتي ثلاثا فأعطاني اثنتين ورد على واحدة سألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها وسألته أن لا يهلكهم غرقا فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فردها على ".

4087 - حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، أنه حدثهم عن أبي قلابة الجرمي عبد الله بن زيد، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، مولى رسول الله ـ ـ أن رسول الله ـ ـ قال " زويت لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطيت الكنزين الأصفر - أو الأحمر - والأبيض - يعني الذهب والفضة - وقيل لي إن ملكك إلى حيث زوي لك وإني سألت الله عز وجل ثلاثا أن لا يسلط على أمتي جوعا فيهلكهم به عامة وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض وإنه قيل لي إذا قضيت قضاء فلا مرد له وإني لن أسلط على أمتك جوعا فيهلكهم فيه ولن أجمع عليهم من بين أقطارها حتى يفني بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا. وإذا وضع السيف في أمتي فلن يرفع عنهم إلى يوم القيامة وإن مما أتخوف على أمتي أئمة مضلين وستعبد قبائل من أمتي الأوثان وستلحق قبائل من أمتي بالمشركين وإن بين يدى الساعة دجالين كذابين قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه نبي ولن تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل ". قال أبو الحسن لما فرغ أبو عبد الله من هذا الحديث قال ما أهوله.

4088 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن زينب ابنة أم سلمة، عن حبيبة، عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش، أنها قالت استيقظ رسول الله ـ ـ من نومه وهو محمر وجهه وهو يقول " لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج ". وعقد بيديه عشرة. قالت زينب قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال " إذا كثر الخبث ".

4089 - حدثنا راشد بن سعيد الرملي، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة، قال قال رسول الله ـ ـ " ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا إلا من أحياه الله بالعلم ".

4090 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبو معاوية، وأبي، عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة، قال كنا جلوسا عند عمر فقال أيكم يحفظ حديث رسول الله ـ ـ في الفتنة قال حذيفة فقلت أنا. قال إنك لجريء قال كيف قال سمعته يقول " فتنة الرجل في أهله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ". فقال عمر ليس هذا أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر. فقال مالك ولها يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا. قال فيكسر الباب أو يفتح قال لا بل يكسر. قال ذاك أجدر أن لا يغلق. قلنا لحذيفة أكان عمر يعلم من الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد الليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأله من الباب فقلنا لمسروق سله فسأله فقال عمر.

4091 - حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو معاوية، وعبد الرحمن المحاربي، ووكيع، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، قال انتهيت إلى عبد الله بن عمرو بن العاص وهو جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه فسمعته يقول بينا نحن مع رسول الله ـ ـ في سفر إذ نزل منزلا فمنا من يضرب خباءه ومنا من ينتضل ومنا من هو في جشره إذ نادى مناديه الصلاة جامعة فاجتمعنا فقام رسول الله ـ ـ فخطبنا فقال " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم وينذرهم ما يعلمه شرا لهم وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها وإن آخرهم يصيبهم بلاء وأمور تنكرونها ثم تجيء فتن يرقق بعضها بعضا فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف ثم تجيء فتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي. ثم تنكشف فمن سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه موتته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يأتوا إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يمينه وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ". قال فأدخلت رأسي من بين الناس فقلت أنشدك الله أنت سمعت هذا من رسول الله ـ ـ قال فأشار بيده إلى أذنيه فقال سمعته أذناى ووعاه قلبي.