سنن الترمذي/كتاب تفسير القرآن/4

ملاحظات: كتاب تفسير القرآن (الحديث 3015 - 3042)




باب ومن سورة النساء

[3015] حدثنا عبد بن حميد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا بن عيينة عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله يقول مرضت فأتاني رسول الله يعودني وقد أغمي علي فلما أفقت قلت كيف أقضي في مالي فسكت عني حتى نزلت { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روى غير واحد عن محمد بن المنكدر حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي حدثنا سفيان عن بن المنكدر عن جابر عن النبي نحوه وفي حديث الفضل بن الصباح كلام أكثر من هذا

[3016] حدثنا عبد بن حميد أخبرنا حبان بن هلال حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أبي الخليل عن أبي علقمة الهاشمي عن أبي سعيد الخدري قال لما كان يوم أوطاس أصبنا نساء لهن أزواج في المشركين فكرههن رجال منا فأنزل الله { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } قال أبو عيسى هذا حديث

[3017] حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا عثمان البتي عن أبي الخليل عن أبي سعيد الخدري قال أصبنا سبايا يوم أوطاس لهن أزواج في قومهن فذكروا ذلك لرسول الله فنزلت { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } قال أبو عيسى هذا حديث حسن وهكذا روى الثوري عن عثمان البتي عن أبي الخليل عن أبي سعيد الخدري عن النبي نحوه وليس في هذا الحديث عن أبي علقمة ولا أعلم أن أحدا ذكر أبا علقمة في هذا الحديث إلا ما ذكر همام عن قتادة وأبو الخليل أسمه صالح بن أبي مريم

[3018] حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا خالد بن الحرث عن شعبة حدثنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس عن النبي قال في الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وقول الزور قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح ورواه روح بن عبادة عن شعبة وقال عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ولا يصح

[3019] حدثنا حميد بن مسعدة بصري حدثنا بشر بن المفضل حدثنا الجريري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال قال رسول الله ألا أحدثكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين قال وجلس وكان متكئا قال وشهادة الزور أو قال قول الزور قال فما زال رسول الله يقولها حتى قلنا ليته سكت قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح

[3020] حدثنا بن حميد حدثنا يونس بن محمد حدثنا الليث بن سعد عن هشام بن سعد عن محمد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ التيمي عن أبي أمامة الأنصاري عن عبد الله بن أنيس الجهني قال قال رسول الله إن من أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين واليمين الغموس وما حلف حالف بالله يمين صبر فأدخل فيها مثل جناح بعوضة الا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة قال أبو عيسى وأبو أمامة الأنصاري هو بن ثعلبة ولا نعرف اسمه وقد روى عن النبي أحاديث وهذا حديث حسن غريب

[3021] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فراس عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين أو قال اليمين الغموس شك شعبة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[3022] حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن أم سلمة أنها قالت يغزو الرجال ولا يغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله { ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض } قال مجاهد فأنزل فيها { إن المسلمين والمسلمات } وكانت أم سلمة أول ظعينة قدمت المدينة مهاجرة قال أبو عيسى هذا حديث مرسل ورواه بعضهم عن بن أبي نجيح عن مجاهد مرسل أن أم سلمة قالت كذا وكذا

[3023] حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة قالت يا رسول الله لا اسمع الله ذكر النساء في الهجرة فأنزل الله تعالى { أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض }

[3024] حدثنا هناد حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال قال عبد الله أمرني رسول الله أن أقرأ عليه وهو على المنبر فقرأت عليه من سورة النساء حتى إذا بلغت { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } غمزني رسول الله بيده فنظرت إليه وعيناه تدمعان قال أبو عيسى هكذا روى أبو الأحوص عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله وإنما هو إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله

[3025] حدثنا محمود بن غيلان حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قال لي رسول الله أقرأ علي فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت { وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } قال فرأيت عيني النبي تهملان قال أبو عيسى هذا أصح من حديث أبي الأحوص

[3026] حدثنا سويد أخبرنا بن المبارك عن سفيان عن الأعمش نحو حديث معاوية بن هشام حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرحمن بن سعد عن أبي جعفر الرازي عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون قال فأنزل الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب

[3027] حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن بن شهاب عن عروة بن الزبير أنه حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري سرح الماء يمر فأتى عليه فاختصموا إلى رسول الله فقال رسول الله للزبير أسق يا زبير وأرسل الماء إلى جارك فغضب الأنصاري وقال يا رسول الله أن كان بن عمتك فتغير وجه رسول الله ثم قال يا زبير اسق واحبس الماء حتى يرجع إلى الجدر فقال الزبير والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك } الآية قال أبو عيسى سمعت محمدا يقول قد روى بن وهب هذا الحديث عن الليث بن ويونس عن الزهري عن عروة عن عبد الله بن الزبير نحو هذا الحديث وروى شعيب بن أبي حمزة عن عروة عن الزبير ولم يذكر عن عبد الله بن الزبير

[3028] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت قال سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن زيد بن ثابت في هذه الآية فما لكم في المنافقين فئتين قال رجع ناس من أصحاب رسول الله يوم أحد فكان الناس فيهم فرقتين فريق يقول اقتلهم وفريق يقول لا فنزلت هذ الآية { فما لكم في المنافقين فئتين } وقال إنها طيبة وقال إنها تنفي الخبيث كما تنفي النار خبث الحديد قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وعبد الله بن يزيد هو الأنصاري الخطمي وله صحبة

[3029] حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا شبابة حدثنا ورقاء بن عمر عن عمرو بن دينار عن بن عباس عن النبي قال يجئ المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دما يقول يا رب هذا قتلني حتى يدنيه من العرش قال فذكروا لابن عباس التوبة فتلا هذه الآية { ومن يقتل مؤمنا متعمدا } قال وما نسخت هذه الآية ولا بدلت وأنى له التوبة قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عمرو بن دينار عن بن عباس نحوه ولم يرفعه

[3030] حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد العزيز بن أبي رزمة عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب رسول الله ومعه غنم له فسلم عليهم قالوا ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فقاموا فقتلوه وأخذوا غنمه فأتوا بها رسول الله فأنزل الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا } قال أبو عيسى هذا حديث حسن وفي الباب عن أسامة بن زيد

[3031] حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } جاء عمرو بن أم مكتوم إلى النبي قال وكان ضرير البصر فقال يا رسول الله ما تأمرني إني ضرير البصر فأنزل الله تعالى هذه الآية { غير أولي الضرر } الآية فقال النبي ائتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ويقال عمرو بن أم مكتوم ويقال عبد الله أم مكتوم وهو عبد الله بن زائدة وأم مكتوم أمه

[3032] حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا الحجاج بن محمد عن بن جريج أخبرني عبد الكريم سمع مقسما مولى عبد الله بن الحرث يحدث عن بن عباس أنه قال { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } عن بدر والخارجون إلى بدر لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة فنزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } و { فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة } فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر { وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما } درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث بن عباس ومقسم يقال هو مولى عبد الله بن الحرث ويقال هو مولى بن عباس وكنيته أبو القاسم

[3033] حدثنا عبد بن حميد حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب حدثني سهل بن سعد قال رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن النبي أملى عليه { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } { والمجاهدون في سبيل الله } قال فجاءه بن أم مكتوم وهو يمليها علي فقال يا رسول الله والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان رجلا أعمى فأنزل الله على رسوله وفخذه على فخذي فثقلت حتى همت ترض فخذي ثم سري عنه فأنزل الله عليه { غير أولي الضرر } قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح هكذا روى غير واحد عن الزهري عن سهل بن نحو هذا وروى معمر عن الزهري هذا الحديث عن قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت وفي هذا الحديث رواية رجل من أصحاب النبي عن رجل من التابعين رواه سهل بن سعد الأنصاري عن مروان بن الحكم ومروان لم يسمع من النبي وهو من التابعين

[3034] حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج قال سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار يحدث عن عبد الله بن باباه عن يعلى بن أمية قال قلت لعمر بن الخطاب إنما قال الله { أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم } وقد أمن الناس فقال عمر عجبت مما عجبت منه فذكرت ذلك لرسول الله فقال صدقة تصدق الله بها عليكم فأقبلوا صدقته قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[3035] حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا سعيد بن عبد الهنائي حدثنا عبد الله بن شقيق حدثنا أبو هريرة أن رسول الله نزل بين ضجنان وعسفان فقال المشركون إن لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وهي العصر فاجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة وإن جبريل أتى النبي فأمره أن يقسم أصحابه شطرين فيصلي بهم وتقوم طائفة أخرى وراءهم وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ثم يأتي الآخرون ويصلون معه ركعة واحدة ثم يأخذ هؤلاء حذرهم وأسلحتهم فتكون لهم ركعة ركعة ولرسول الله ركعتان قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وابن عباس وجابر وأبي عياش الزرقي وابن عمر وحذيفة وأبي بكرة وسهل بن أبي حثمة وأبو عياش الزرقي اسمه زيد بن صامت

[3036] حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب أبو مسلم الحراني حدثنا محمد بن سلمة الحراني حدثنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان قال كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله ثم ينحله بعض العرب ثم يقول قال فلان كذا وكذا قال فلان كذا وكذا فإذا سمع أصحاب رسول الله ذلك الشعر قالوا والله ما يقول هذا الشعر إلا هذا الخبيث أو كما قال الرجل وقالوا بن الأبيرق قالها قال وكان أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والإسلام وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام من الدرمك ابتاع الرجل منها فخص بها نفسه وأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير فقدمت ضابطة من الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له وفي المشربة سلاح ودرع وسيف فعدي عليه من تحت البيت فنقبت المشربة وأخذ الطعام والسلاح فلما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال يا بن أخي إنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا فذهب بطعامنا وسلاحنا قال فتحسسنا في الدار وسألنا فقيل لنا قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم قال وكان بنو أبيرق قالوا ونحن نسأل في الدار والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجل منا له صلاح وإسلام فلما سمع لبيد اخترط سيفه وقال أنا أسرق فوالله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة قالوا إليك عنها أيها الرجل فما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها فقال لي عمي يا بن أخي لو أتيت رسول الله فذكرت ذلك له قال قتادة فأتيت رسول الله فقلت إن أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال النبي سآمر في ذلك فلما سمع بنو أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسير بن عروة فكلموه في ذلك فأجتمع في ذلك ناس من أهل الدار فقالوا يا رسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت قال قتادة فأتيت رسول الله فكلمته فقال عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة على غير ثبت ولا بينة قال فرجعت ولوددت أني خرجت من بعض مالي ولم أكلم رسول الله في ذلك فأتاني عمي رفاعة فقال يا بن أخي ما صنعت فأخبرته بما قال لي رسول الله فقال الله المستعان فلم يلبث أن نزل القرآن { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما } بني أبيرق { واستغفر الله } أي مما قلت لقتادة { إن الله كان غفورا رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله } إلى قوله { غفورا رحيما } أي لو استغفروا الله لغفر لهم { ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه } إلى قوله { إثما مبينا } قوله لبيد { ولولا فضل الله عليك ورحمته } إلى قوله { فسوف نؤتيه أجرا عظيما } فلما نزل القرآن أتى رسول الله بالسلاح فرده إلى رفاعة فقال قتادة لما أتيت عمي بالسلاح وكان شيخا قد عسى أو عشى في الجاهلية وكنت أرى إسلامه مدخولا فلما أتيته بالسلاح قال يا بن أخي هو في سبيل الله فعرفت أن إسلامه كان صحيحا فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين فنزل على سلاقة بنت سعد بن سمية فأنزل الله { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا } فلما نزل على سلاقة رماها حسان بن ثابت بأبيات من شعره فأخذت رحلة فوضعته على رأسها ثم خرجت به فرمت به في الأبطح ثم قالت أهديت لي شعر حسان ما كنت تأتيني بخير قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعلم أحدا أسنده غير محمد بن سلمة الحراني وروى يونس بن بكير وغير واحد هذا الحديث عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسل لم يذكروا فيه عن أبيه عن جده وقتادة هو أخو أبي سعيد الخدري لأمه وأبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان

[3037] حدثنا خلاد بن أسلم حدثنا النضر بن شميل عن إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال ما في القرآن آية أحب إلي من هذه الآية { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } قال هذا حديث حسن غريب وأبو فاختة اسمه سعيد بن علاقة وثوير يكنى أبا جهم وهو كوفي رجل من التابعين وقد سمع من بن عمر وابن الزبير وابن مهدي كان يغمزه قليلا

[3038] حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر وعبد الله بن أبي الزناد المعنى واحد قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن بن أبي محيصن عن محمد بن قيس بن مخرمة عن أبي هريرة قال لما نزل { من يعمل سوءا يجز به } شق ذلك على المسلمين فشكوا ذلك إلى النبي فقال قاربوا وسددوا وفي كل ما يصيب المؤمن كفارة حتى الشوكة يشاكها أو النكبة ينكبها بن محيصن هو عمر بن عبد الرحمن بن محيصن قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

[3039] حدثنا يحيى بن موسى وعبد بن حميد قالا حدثنا روح بن عبادة عن موسى بن عبيدة أخبرني مولى بن سباع قال سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر الصديق قال كنت عند رسول الله فأنزلت عليه هذه الآية { من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا } فقال رسول الله يا أبا بكر ألا أقرئك آية أنزلت علي قلت بلى يا رسول الله قال فأقرأنيها فلا أعلم إلا أني قد كنت وجدت انقصاما في ظهري فتمطأت لها فقال رسول الله ما شأنك يا أبا بكر قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي وأينا لم يعمل سوءا وإنا لمجزون بما عملنا فقال رسول الله أما أنت يا أبا بكر والمؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله وليس لكم ذنوب وأما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزوا به يوم القيامة قال أبو عيسى هذا حديث غريب وفي إسناده مقال موسى بن عبيدة يضعف الحديث ضعفه يحيى بن سعيد وأحمد بن حنبل ومولى بن سباع مجهول وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي بكر وليس له إسناد صحيح أيضا وفي الباب عن عائشة

[3040] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو داود حدثنا سليمان بن معاذ عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال خشيت سودة أن يطلقها النبي فقالت لا تطلقني وامسكني وأجعل يومي لعائشة ففعل فنزلت { فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير } فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز كأنه من قول بن عباس قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

[3041] حدثنا عبد بن حميد حدثنا أبو نعيم حدثنا مالك بن مغول عن أبي السفر عن البراء قال آخر آية أنزلت أو آخر شيء نزل { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } قال أبو عيسى هذا حديث حسن وأبو السفر اسمه سعيد بن أحمد الثوري ويقال بن يحمد

[3042] حدثنا عبد بن حميد حدثنا أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن البراء قال جاء رجل إلى رسول اله فقال يا رسول الله { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } فقال له النبي يجزيك آية الصيف