شؤم السنين الأربع الخاليات
شؤم السنين الأربع الخاليات
شؤم السنين الأربع الخاليات
هاجت به ريح الشقا والشتات
لما بغى في الأرض سكانها
وامتلأت جوراً جميع الجهات
وأظلمت أرجاؤها الجون من
ظلم الذين اجترحوا السيّئات
وجاهروا الجبّار سبحانه
بموجبات النقمة الموبقات
وقارفوا ما حرّم الله من
أكل الربا والفحش والمسكرات
مصروفة في الغي أوقاتهم
مختلطات بالرجال البنات
شادوا بيوت اللهو واستحسنوا
للرقص في تلك البيوت البيات
رعاتهم بالثروة استأثروا
وزحزحوا عنها جميع الفئات
بالقهر والحيلة في صورة القانون
والإرهاب من كل عات
صم عن الإصغاء بالأمر بالمعروف
والنهي عن المنكرات
حل بهم ما عجل الله من
عقاب آثامهم المخزيات
صالت على الصالح والطالح الآفات
والمكتوب في اللوح آت
طغى بغرب الأرض والشرق والقطبين
طوفان الفنا والفوات
شبت حروب بينهم أوردت
آلاف آلاف النفوس الممات
كم حاولوا مذ فار تنورها
مناصهم عنها فنادوا ولات
من بعد ما كانوا على الأرض يمشون
اختيالا غادرتهم رفات
واستفحل الطاعون والموت بالحمى
وما في الجو من مهلكات
وسامهم سوء العذاب الغلا
وسورة القحط وعقم النبات
ضجت لفقد الزاد أولادهم
وعجت الآباء والأمهات
عاثت صروف الدهر في أهله
كأن للدهر لديهم ترات
حق عليهم ما به الله يبلوهم
كما في آية البينات
بالخوف والجوع ونقص من الأموال
والأنفس والثمرات
لا هم أنت الواسع الحلم والرؤوف
والبر العظيم الهبات
ارحم عباداٌ أنت يسرتهم
لما قضت أقدارك السابقات
وأنت ذو الإثبات والمحو في
ما شِئْتَ فَاهْد الكلّ نجد الثبات
وعزّز الإسلام واجعل على
أعدائه أعلامه الخافقات
وقد إليه العمي عن نوره
وطهر به أوصافهم والذوات
جد بالرضى والعفو عما مضى
للمذنبين اغفر وللمذنبات
بين قلوب الكل إلف وإن
تباينت أجناسهم واللغات
أرخص لهم أسعارهم واسقهم
بعد أجاج الملح عذب الفرات
وارزقهم رزقاً حلالاً وضاعف
للمقيمين الصلاة الصلات
وصل أزكى ما تصلّي على
عبدك طه سيّد الكائنات
والعترة الأطهار مستودعي
أسراره والصُّحْب نِعْم الثقات